المعجمية العربية - قضايا وآفاق
(0)    
المرتبة: 44,320
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار كنوز المعرفة العلمية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:الصناعة القاموسية ذات تاريخ تليد في الحضارات الإنسانية، غير أن المواكبة التنظيرية لخصائص النظام المعجمي في شموليته وفي إرتباط بنيته بخصائص بنيات النظام اللساني الصوتية والتركيبية والدلالية مسألة حديثة اقترنت بثورة النمذجة اللسانية وبدور مكونات النموذج اللساني وهندسة تمثيلاته وإسهماتها في فرز خصائص البنيات اللسانية وصفاً وتفسيراً، وقد كان ...من نتائج هذه الثورة إعادة النظر في كثير من المسلمات، ومنها مسلمة الأطراد وعدم الأطراد الموروثة عن التقليد البنيوي، وبموجب هذا التصور ينتج النحو كل ما هو نسقي وإطرادي، أما المعجم فهو فضاء للظواهر اللااطرادية في النظام اللغوي.
ووفقاً لهذا التصور الجديد أصبح من الصعب الحديث عن الجوانب النسقية لمعاني الكلمات أو الدخلات المعجمية، كما تغيب النسقية عن جوانب قرن اللفظ بالمعنى، وتضيع إمكانية بناء نحو للكلمة ذي وجاهات منتظمة بالتركيب وبالدلالة.
ومما لا شك فيه أن الحديث عن المعجم والمعجمية يدفع إلى إستحضار مجال معرفي متشابك وشديد التعقيد مفاتيحه المعرفية تخصصات علمية ذات ترسانات إفتراضية وإستدلالية وإسقاطات تطبيقية غاية في الثراء، ومن بين هذه التخصصات المعجمية النظرية بإعتبارها مجالاً للتنظير المعجمي ولخصائص الوحدات المعجمية الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية، والمعجمية التطبيقية التي لا يمكن فصل منجزها عن نتائج النظريات المعجمية بشكل عام وإن كانت الصناعة القاموسية في العالم العربي تفتقر إلى خلفية نظرية معجمية صلبة تجدد من خلالها الموارد المعجمية مثلما تجدد سبل تمثيل عناصرها وتخصيصها، فالأوراش العلمية المبنية على برامج بحثية وإستكشافية محددة لم تفتح بعد بالصيغة المطلوبة، فكثير من مجالات البحث ذات الصلة بالنظام المعجمي تنظيراً وتطبيقاً ما زالت تستشرف البدايات، ومن بينها المعجم التاريخي والمعاجم الإصطلاحية وقضاياها النظرية والتطبيقية، والقواميس القطاعية، وقضايا التنمية المعجمية بإطلاق، وتنمية الموارد المعجمية الوظيفية التي تخدم القطاعات الإقتصادية أو التجارية أو المقاولاتية، والقوامس المدرسية المواكبة لمستويات نمو المعرفة المعجمية واللغوية عموماً عند المتعلم العربي، ناهيك عن البحث المنتظم المؤطر داخل النماج اللسانية المعاصرة في خصائص المداخل المعجمية وإطراداتها صرفاً وتركيباً ودلالة، وفي تشبيك البحث المعجمي بالأبحاث في العلوم المعرفية لرصد مظاهر المعجم الذهني إكتساباً وإستحضاراً وتخزيناً...
وفي كل ما سلف تأكيد على أن البحث العلمي الحديث مسالكه وعرة تتداخل في مجاله الإختصاصات والحقول المعرفية، فالقضايا المعجمية لها إسقاطات معرفية في الصرف والتركيب والدلالة والإصطلاح، وهي إسقاطات لا تخلو من أبعاد تطبيقية تخدم تنمية الموارد المفرداتية للغة، ولعل البحث في وسائل التنمية المعجمية غدا ضرورة تفرضها متطلبات الترجمة والتعريب وصناعة القواميس الجديدة والمتجددة، وكل الوسائل المفضية إلى الزيادة في الدخيرة القاموسية من نحت وتوليد معجمي أو دلالي وترادف وإشتقاق. إقرأ المزيد