تاريخ النشر: 01/12/2012
الناشر: فراديس للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"كان عاشقاً لي مغرماً باللحظات التي يقضيها معي، ملاكاً نادر، عينيه نتلون بلون الفجر، وشفتيه تعشقان التسبيح، وقلبه صافي أبيض لا يلوثه شيء.
كان دائماً يجلس في المحراب يبكي، نعم يبكي بحرقة يتألم على كل ذنب يرتكبه، يسجد على الأرض يطيل السجود، وهو يبتهل للمولى أن يغفر له، روحه روح ...شفافة، لم تتنجس بالمعاصي، يعتبر في حبيبته الوحيدة، ويفضي له بهمومه، ويغسل قلبه بأداء صلاة الليل... آه الآن أعاني الهجر والفراق، صاحبي نسى صحبتي، هجر مضجعي والآن محرابي وحيد يشكو الغربة واليتم، أين رجل؟ هل خدعته الدنيا؟ هل غرته بمظاهرها الخادعة؟ أريد أن أزوره حتى أعاتبه، على فراقة المفاجئ وقراره الصعب.
كان عائداً من العمل مرهقاً، ورمى نفسه على السرير، كي يرتاح وكان الليل قد انتصف، وأغمض عينيه ونام... ذهبت إليه طرقت عليه الباب، سمعني غضب كثيراً، كان غارقاً في النوم، نهض بسرعة وصرخ من هناك؟ نظر لي بدهشة وشاهدني، وأنا ألبس شال أبيض، كانت تفوح مني رائحة عطر من بعد تسحر الأنفاس، ووجهي يلمع ببريق النقاء والطهارة، أمشي بكبرياء، وأنظر له بلوم وعتاب سألته: لماذا البعد؟... لماذا الصد؟... لماذا الهجران؟... هل انتهى حبك لي؟... هل استغنيت عن لحظاتي التي كنت تعيش فيها الروحانية والأمل؟... أم ماذا؟...
تسلل إلى قلبه الخوف والذعر، وبدأ العرق يتصبب من جسمه، قال لي وهو يرتجف؟... من أنت؟... من تكونين؟... قلت: الآن تنكرني!؟... أنا التي طهرت قلبك من أدرانه، أنا التي عرجت بروحك إلى السماء، وسجت في عالم الملكوت الأعلى، أنا التي لقنتك حروف التوبة، أنا التي علمتك كيف تزهد الدنيا؟ تسخر من حضنها البارد الموحش، أنا التي جعلتك تهرب إلى محراب المولى العادل... أنا صلاة الليل اشتقت إليك...".
حسٌّ صوفي ومناخات وجدانية تسبح في أجوائها سرديات رباب حسن الحسين التي تأتي بتلقائية حاملة أجمل معاني الوجد الإلهي، وكما رباب حسن الحسين... كذلك سائر هذه السرديات التي اجتمعت في هذه الأضمومة مما جال به الخاطر... وترجمته أفلام مجموعة من أدباء وأديبات الإحساء... لتتموضع بين دفتي هذا الكتاب الذي شكل باكورة إصدارات مؤسسة ملتقى السرد بالإحساء، والتي ستستمر في عطاءاتها تلك والتي ستشكل مرجعاً يوثق للحراك السردي في واحة الإحساء.
وهكذا الكتاب هو الأول والذي استوعب ما أمكنه إستيعابه حيث لم يستطع القيمون على هذا المشروع في إبراز جميع العطاءات الأدبية الإحسائية في المجال القصصي، علّ هذه التجربة تكون فانحة خير لتأتي هذه الأعمال الأدبية الإحسائية تباعاً، وتمني من جميع الإحسائيين المشاركة مستقبلاً... حيث أن الإحساء إنما هي واحة تزخز بالأقلام المبدعة في مجال السرد من قصة قصيرة وأقصوصة ورواية. إقرأ المزيد