سبع عجاف ؛ سرد من الذاكرة
(0)    
المرتبة: 74,555
تاريخ النشر: 20/02/2014
الناشر: مؤسسة الرحاب الحديثة
نبذة نيل وفرات:العلاقة بين المثقف والسلطة، والحاكم والمحكوم، هو ما تتمحور حوله سرديات "سبع عجاف" للروائي والإعلامي سعد آل سالمن من هنا فإن رسالة فكرية وإنسانية أراد توصيلها الروائي إلى من يهمه الأمر، يقول فيها تجربة الاعتقال السياسي في السجون العربية، بكل ما فيها من مرارات وعذابات وظلامية يمارسها السجان من ...جهة، وما فيها من قدرة على التحمل والتكيف مع الواقع القاسي يبديها السجين من جهة ثانية".
هذه الجزئية يعالجها الروائي من خلال حالة "يوسف" الشخصية الرئيسية في العمل مستخدماً تقنية الاسترجاع والتذكر، في روي أحداث ماضية، عاشها هذا السجين تشكل في مضمونها جزئيات من المشهد اليومي في المعتقل، وكيفية انعكاسها على السجناء، ويقولها من خلال العلاقات التي انخرطت فيها الشخصية الرئيسية في العمل "يوسف" مع سواها من السجناء، ليقدم لنا صورة واقعية من الداخل، يبدو فيها السجين إنساناً كائناً بشرياً يتألم، ويتوجع، ويجوع، ويتذكر، ويتخيلن ولعل رصد الروائي السجالات الحادة والمصارعات العقائدية بين السجناء على اختلاف انتماءاتهم، يجعل من هذا السجن صورة مصغرة عن الصراعات التي تندلع خارج جدرانه الكبيرة يقول في المذكرة (42 فجيعة الفروقات المذهبية): ليس باستطاعة أحد إرغام الآخرين على أن ينتهجوا منهجه في حالة عدم اقتناعهم به، وليس معنى ذلك أن يثير العداء ويشهر سيفه أمام وجوههم، بل عليه أن يؤمن بأن الاختلاف سنة الله في خلقه ولو شاء لجمع الناس جميعاً على قلب رجل واحد، ويجب أن نعرف بأن هناك أشياء لا نقتنع بها ولكنها قد تقنع غيرنا ويتوجب علينا احترام قناعاتهم، والسعي لرسم درب يلتقي فيه الجميع يكون مبنياً على أسس التوافق واحترام التنوع والاختلاف بينهم".
هذه المذكرات يصطنع لها سعد آل سالم خطاباً روائياً مناسباً يتسم في بعض محاوره بأحادية الراوي والمشارك، واستقلالية الوحدات السردية (70 مذكرة) ودمج الحوار بالسرد، وسلالة اللغة ووضوحها، هذه المواصفات تجعل الخطاب الروائي راهناً، ينتمي إلى المشهد العربي المعاصر، ويدخل مع الحكاية في علاقة تكامل، ما يجعل من "سبع عجاف" حكاية كل عربي... إقرأ المزيد