تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار البلاغة للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لقد كان الإيمان بالمعاد، ثاني ركن للأديان السماوية بعد الإيمان بالمبدأ (الخلق والخالق)، ومردّ ذلك واضح، فدعوة الأنبياء ترتكز على الأمور المعنوية والبعد الإلهي، وبالتالي، الثواب والعقاب والعودة إلى الله. وقد كانت القضية الرئيسة التي اهتم بها الأنبياء (أصحاب الشرائع) هي الجوانب المعنوية، سواءً في العقيدة، أو الأخلاق، أو ...الأحكام.
الإسلام الحنيف، وهو أكمل الأديان، كانت له توصيات أكثر شمولية ونضجاً في هذا المجال، وقد أولى الجانب المعنوي لهذه المسألة اهتماماً خاصاً، ومن بُعدٍ أوسع. إذ إنه يعتبر النوم – الذي يسميه قيامةً صغرى – البوابة المبكرة للثواب والعقاب "إذا مات الرجل قامت قيامته"، كما أن القرآن الكريم يذكّر بأن الرجوع إلى الله يبدأ منذ لحظة لقائه تعالى، أي الموت. ويعتبر حب الموت سمةً وعلامة فارقة لأولياء الله.
وعليه، فإن تقوية الإحساس بالثواب في البرزخ، الذي يبدأ عند بوابة الموت، لها أثر بالغ في تمتين الإيمان والأخلاق والعمل الإنساني الفردي.
وقد كان السيد عبد الحسين دستغيب – الذي وصفه إمام الأمة بحق، بمعلم الأخلاق ومهذب النفوس، ومرشد الناس – يستثمر إلى أقصى حد، اسلوب التذكير بالموت وعقبات البرزخ، بغية إصلاح النفوس، والحؤول دون اقتراف الذنوب واستغراق الناس في الغفلة، في مناسبات مختلفة. وكان يتحدث عن عظمة عالم البرزخ – الذي تشبه نسبة سعته، عالم الدنيا بالنسبة للرحم – في بحوثه المخصصة للتفسير أو العقائد أو الأخلاق، وكان مجيداً في تجسيد عظمة ثواب البرزخ وعقابه في نفوس المستمعين أو القراء الذين يطالعون مؤلفاته، حيث سعى إلى إفهام الناس بهذه الحقائق، عبر استخدام القصص والآيات والأحاديث الكثيرة، وبأسلوب سهل وسلس وواضح، ويستشهد بالحكايات والأمثلة الواقعية لعالم البرزخ، والتي وردت في أمهات الكتب، وذات التأثير البلغ في النفوس.
وقد تم جمع هذا الكتاب – الذي اختير من بين نتاجات ذلك السيد دستغيب المتصلة بقضية الآخرة والبرزخ – من قبل فضيلة الشيخ حسن صداقت، الذي ضاعف من جهوده لنشر تآليف الشهيد بعد شهادته، مثلما كان يقوم بذلك أثناء حياته. إقرأ المزيد