ديوان عمارة بن عقيل (ت 239هــ)
(0)    
المرتبة: 94,570
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار تموز ديموزي للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:عمارة هو ابن عقيل بن بلال بن جرير، وجرير – الشاعر الأموي الكبير – أشهر من أن يُعَّرفْ، أو يبحث في نسبه، فأغلب مظانّ والنسب تكاد لا تخلو من تتبع نسبه، والإشارة إليه، وأما إتصال نسب عمارة بجرير، فهو الأهم في التعريف بهذا الشاعر.
فالمراجع التي تحدثت على نسب عمارة ...تنفق على أنه: عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية بن الخطفى الذي يعود في نسبه إلى نضر بن نزار بن معدِّ بن عدنان.
ومثلما اتفقت المراجع على نسبه، فقد اتفقت على أن كنيته عمارة هي أبو عقيل، وأن له ولداً شاعراً هو محمد، وأخاً اسمه هاني، وعمارة بن عقيل شاعر فصيح من شعراء الدولة العباسية، إذ أن جمع أخباره تنحصر بن عهدي المأمون والمتوكل، وأنه من أهل اليمامة، ويسكن بادية البصرة، وتشير مصادر دراسته إلى أن النحويين في البصرة كانوا يأخذون اللغة عنه، ومما اشتهر من أخبار عمارة أنه كان يزور بغداد، ويمدح خلفاء بني العباس وقوّادهم، فيحظى بمالٍ كثير ومنزلةٍ مرموقة، وفي زيارته الأولى لبغداد اجتمع الناس حوله يكتبون عنه شعره، ويعرضون عليه أشعارهم، وذلك بعد أن ذاع صيته في الشعر واللغة، إلى جانب إرتباط اسمه بجرير، وكان المأمون أول من وفد إليه الشاعر من خلفاء بني العباس، كما كان من المعجبين بشعره، يأمر بكتابة كثير مما يقوله، وكانت وفادته إلى المأمون سنة 4200هـ؛ إذ أن عمارة يقول: وفدت إلى المأمون، عند مقدمه خراسان.
نشأ عمارة بن عقيل في بيت من بيوتات الشعر في الإسلام، فكان أبوه عقيل شاعراً، وحدّه بلال شاعراً، وأبو جدّه جرير من فحول الشعراء، وأبو جرير عطية شاعراً، وجده الخطفي شاعراً، فلا غرو، إذن، أن نجد عمارة شاعراً، فصيحاً واسع العلم، ذا منزلة شعرية جيّدة، حفظها له المصادر التي ترجمت له، قال ابن النديم: عمارة بنُ عقيل شاعرٌ مجوَّد ومكثر، وفي المذاكرة في ألقاب الشعراء: هو أشعر ولد جرير، وهو غزير الشعر، كثير التصرف.
وإلى جانب هذه المنزلة العالية في الشعر، فإن أكثر مصادر ترجمة عمارة تشير إلى أنه كان ضليعاً باللغة، وأخذ عنه كثير من النحويين اللغة، وممن أخذ عن عمارة؛ ابن السكيت، وابن الأعرابي، وأبو العيناء، محمد بن القاسم، وأبو العباس المبرّد، ولكن يبدو أن عمارة لم يكن منصرفاً إلى اللغة إنصراف أهلها، إذ لم يُشِرْ التاريخ إلى كتاب أو رسالة لعمارة في اللغة.
ويمكن القول بأن عمارة كان ذا علم يتعدى الدراية والخلق الشعر إلى دقاق اللغة وقواعد النقد، غير آبه إلى توفير نفسه على واحدٍ من هذه المجالات؛ غير أن مجال الشعر – كما يبدو – كان أرحب عند عمارة من سواه، ولعمارة آراء في الشعر والشعراء، منها ما رواه القيرواني؛ قال عمارة بن عقيل: أجود الشعر ما كان أملس المتون، كثير العيون، لا يمجّه السمع، ولا يستأذن على القلب، وسُئيل عمارة: ما تقول في شعر جرير؟ قال: والله إني لأربأ عن بعضه، ولكن فيه الكثير الذي يلحقه فيه أحد.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي عني المحقق فيه بجمع أعمال الشاعر، حيث ذكر ابن النديم أن لعمارة بن عقيل ديواناً قوامة ثلاثمئة ورقة، وأشار في موضع آخر إلى أنه شاعر مكثر ومجيد، إزاء ذلك، جدّد المحقق في البحث عن أعمال هذا الشاعر فكان لا بد له من السفر في رحلة البحث والتقصّي، بهدف جمع ما تناثر من شعر هذا الشاعر في مظان الأدب والتاريخ، فكان له أن خرج بهذه الحصيلة من شعره، والتي شكّلت مادة هذا الكتاب، التي أغناها بدراسة متوقفاً طويلاً أمام هذه الحصيلة، مبيناً ما يقصد إليه الشاعر بكلٍّ بيت في هذه المجموعة الشعرية، موضّحاً ما غمض من معاني كلماته، مستعيناً بالمعاجم اللغوية، وبشرح المصنفين الذين تداولوا شعر عمارة، مدرجاً أرقام الصفحات في إختلاف الروايات في تخريجه للقطع الشعرية، والذي جعله في مكان متفرد في أواخر الديوان.نبذة الناشر:قال أبو الفرج الأصفهانيُّ عن عليَّ الأخفش: "سمِعتُ محمّدَ ابنَ يزيدٍ يقول: خُتمتِ الفصاحةُ في شِعر المحُدثين بعُمارة بن عقيل" وأضافَ أبو الفرج: "أنَّ سلمَ بنَ خالد ابن معاوية بن أبي عمرو بن العلاء قال: كان جَدّي أبو عمرو يقولُ: خُتمَ الشِّعرُ بذي الرُّمّة، ولو رأى جدّي عُمارةَ بنَ عَقيل لَعَلِمَ أنَّهُ أشعرُ في مذاهبِ الشُّعراءِ من ذي الرُّمّة.
ويسترسلُ الأصفهانيُّ بالقول: "قال الحسنُ بنُ عليلِ العَنزيُّ: وسمعتُ سلماً يقول: هو أشدُّ استواء في شِعرهِ من جرير، لأنَّ جريراً سَقَطَ في شِعرهِ وضَعُف، وما وجدوا لعُمارةَ سَقطةً واحدةً في شِعره". إقرأ المزيد