الولاية والقيادة في الإسلام
(0)    
المرتبة: 75,807
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي
نبذة نيل وفرات:إن مفهوم الولاية على المجتمع هو الحكومة والأخذ بالسلطة، ويطلق على شخص الحاكم اسم (ولي المسلمين) أو (ولي الأمر)، أي من بيده زمام أمور المسلمين، والسر في إستعمال مفردات الولاية والإمامة والولي والإمام في الثقافة الإسلامية في مجال الحكومة أكثر من غيرها من المفردات؛ هو أن الحكومة في الإسلام ...هي نوع رعاية ومسؤولية وقيادة وتأس، والعلاقة بين الولي والإمام وبين الناس هي علاقة الأب والإبن، حيث أن الأب يسعى دائماً بجدية تامة من أجل تأمين مصالح أبنائه وكمالهم وسعادتهم.
وإلى هذا فإن مبحث الإمامة والقيادة، وبتعبير آخر الولاية والزعامة على المسلمين، هو من المباحث القديمة في تاريخ الإسلام، فبعد وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم كانت الإمامة والولاية من أهم المسائل التي واجهت المسلمين، وقد أدت إلى تقسيمهم إلى فريقين: الفريق الأول: وهو الفريق الذي تسلم الحكم بمتابعة الأكثرية له متبيناً إنتخاب الإمام والخليفة وواضعاً تعريفاً خاصاً للأكثرية ليس هو إنتخاب أكثر المسلمين بل إنتخاب من بيده الأمور، وهو ما يصطلح عليه بإنتخاب أهل الحل والعقد.
ولا شك في أن هذه الرؤية لم يُعمل بها في المجتمع الإسلامي إلا في بعض الموارد؛ حيث إن إنتخاب الخليفة قد تبدل إلى التنصيب بل التوريث وذلك في عهدي الخلفاء الأمويين والعباسيين، الفريق الثاني: وهو عبارة من إتباع أهل بيت النبي، وقد كان يعتقد أن الإمامة تكون بالتنصيب الإلهي؛ وهو ما صرح به النبي صلى الله عليه وسلم مكرراً، كما كان يُعتقد أن شروط الإمامة كشروط النبوة؛ وأنها إمتداد للرسالة مع فارق أن الوحي مختص بالنبي، أما الإمام فلا يوحى له.
من هنا، فقد كانت مسألة الإمامة سبباً رئيساً للمواجهة بين الأقلية وخلفاء الأمويين والعباسيين، مضافاً إلى وقوع مباحثات ومناظرات كثيرة حول هذه المسألة في ميدان العلم والمعرفة، حيث خلّف علماء كلٍّ من الفريقين مؤلفات كثيرة في هذا المجال؛ هذا، وقد مثّلت مسألة الولاية والقيادة أساساً لمواقف الأئمة المعصومين من جهاز الخلافة من جهة، ومن جهة أخرى، رأي الخلفاء في الأئمة وشيعتهم أعظم خطر يتهدد حكوماتهم؛ وذلك بإعتبار أن مسألة الحكومة والقيادة تعدّ عند الشيعة مسألة عقدية قبل أن تكون مسألة سياسية، كما إن الإحاطة عندهم كالنبوة في أهميتها؛ وهذا ما سبب إستمرار المواجهة والمقاومة والقتال بينهم وبين الحكام على مدى تاريخ الإسلام، ومن أجل بقاء مدرسة أهل البيت وإنتشارها، ناهيك عن مبدأ الإمامة وأدلتها وإعداد أفراد كهشام بن الحكم لمحاججة المنكرين ومناظرتهم، قام الأئمة المعصومون بخطوات عملية، أحيَوا من خلالها عند الشيعة سنة المواجهة مع الحكام والطواغيت، فقد كانوا مثلاً يمنعون الناس من التعامل مع حكومات الجور كشفاً للنقاب عن وجوهها الواقعية، ويسدّون طريق ذلك تحت عناوين من قبيل "حرمة إعانة الظالم"، و"حرمة التصدي للأعمال والأشكال الحكومية" اللهم إلا في موارد نادرة حيث يكون الهدف من الدخول إلى جهاز الخلافة هو خدمة المؤمنين والشيعة.
من هنا، يأتي الكتاب الذي حاول المؤلف من خلاله بيان مسألة الإمامة والقيادة، كما وبيان مفهوم الحكومة الإسلامية وموقعيتها من وجهتي، نظر الشيعة والسنّة، وبحث مسألة القيادة في عصر الغيبة "ولاية الفقيه" من وجهة نظر الشيعة.نبذة الناشر:يبقى أمر الإمامة في الفكر الإسلامي قديمه وحديثه من أهمّ ما سلّت لأجله الأقلام، وسُودّت لأجله الصحائف، وهذا الكتاب هو محاولة يهدف مؤلّفها إلى معالجة موضوع القيادة في الفكر الإسلامي وإعادة البحث في إشكاليّاته، وهو محاولة من المحاولات التي تهدف إلى تقديم نظرية السلطة وبنائها على أسس فقهية، وذلك إنطلاقاً من أنّ الفقه هو علم إدارة الحياة الإنسانية في مختلف مجالاتها.
وبعبارة أخرى؛ تبتني مثل هذه الدراسات والأبحاث عند من يؤمن بها على أن لكل مجتمع وبيئة ثقافية منظومتها الفكرية والثقافية التي من حقّها إستثمارها للتنظير لكل شؤون حياتها.
والفقه الإسلامي في مصادره الأساسيّة معين ثرّ، وتربة خصبة لإستيلاد النظريّة منها، على صعد عدّة، كصعيد التنظير للسلطة السياسية، فعندما نرى أن التراث النصيّ الفقهيّ يحتضن في أحشائه مجموعة من النصوص التي تكشف عن تصدي الدين للحديث عن موضوعات لها صلة بالنظام السياسي، يجب على الفقيه في مثل هذه الحالة أن ينظر في هذه النصوص ويعيد الفكر فيها؛ لإكتشاف دلالاتها ومعرفة مقاصدها وغاياتها للإجابة عن أسئلةٍ من قبيل: ما هو التصوّر الدينيّ لرأس السلطة في المجتمع الإسلاميّ؟.
وما هي شروطه ومواصفات الشخص اللائق بتولّي هذا المنصب؟ ما هي حدود صلاحيّات الحاكم الإسلامي وما الذي يرسم حدود سلطته على الشعب؟ ما هو الدور الذي تؤدّيه الأمّة في مجال إختيار رأس هرم السلطة في النظام السياسيّ الإسلاميّ؟.
هذه الأسئلة وما يشبهها في مركزها ومحورها، هي محور هذه الدراسة التي نقدّمها للقارئ العربيّ في وقتٍ ما زال سؤال السلطة فيه مهمّاً، إن لم يكن قد زاد أهميّة، بعد تجاربٍ ما بات يُعرف بالربيع الإسلاميّ أو الربيع العربيّ، تبعاً للموقف الذي يتّخذه الناظرون إلى هذه الأحداث التي تعصف بالأمّة. إقرأ المزيد