تاريخ النشر: 26/11/2013
الناشر: مركز البوصلة - شرق المتوسط
نبذة نيل وفرات:لأكثر من عامين ونصف العام، تعيش سورية "أزمة" لم يعد ممكناً معها التكهّن بمستقبل هذا البلد ومصيره، لا على مستوى كيانه السياسي ووحدة أراضيه، ولا حتى مستقبل نسيجه المجتمعي، والعلاقات بين مكونات هذا النسيج، عدا عن شكل نظام الحكم الذي ستتمخض عنه "الأزمة" وطابعه ومرجعيته. ذلك أن حالة الحراك ...التي بدأت في أواسط آذار / مارس 2011، على شكل انتفاضة شعبية سلمية، ترفع شعارات سياسية ومطلبية، تعسكرت تدريجياً، وتأسلمت في طابعها العام، ولكلّ ذلك اسبابه، لتبلغ الأمور ما نراه اليوم: كارثة إنسانية وإقتصادية / إجتماعية متفاقمة، ترافق حالة اختلطت فيها ملامح الحرب الأهلية وتهتك النسيج الوطني، بالفوضى والعنف المنفلت، مع تصاعد ملحوظ لمخاطر تقسيم البلاد على أسس مذهبية وعرقية. وغدت سورية الوجهة المفضلة للجهاديين، من مشارق الأرض ومغاربها، ليحط "الجهاد العالمي" رحاله فيه، ما جعلها "حاضنة للإرهاب"، الآفة التي لن تقتصر آثارها، في حال استمرت، على السوريين فحسب، بل ستتمدد في المنطقة، وفي غير مكان من العالم.
وسواء كانت أسباب ما جرى من انحراف لمسار الحراك الشعبي السلمي وأهدافه، تعود إلى استخدام النظام العنف المفرط، منذ البداية، في محاولته لقمع المظاهرات وإخماد بؤر الإحتجاج، أو بسبب التدخلات الخارجية وصراع المصالح الإقليمية والدولية في سورية، أو حتى نتيجة سلوك أوساط من المعارضة، بحكم أجنداتها وارتباطاتها، أو لكل تلك العوامل مجتمعة، بصرف النظر عن توزيع نسب المسؤولية فيما بينها، فهذا هو واقع الحال اليوم، ولن يغير منه ترجيح هذا السبب أو ذلك، أو حصر المسؤولية بفريق دون الآخر. من هنا، فإن هذه الدراسة تعنى بجانب محدد من معطيات الواقع السوري الراهن، دون الخوض في أسباب "الأزمة" ومجرياتها، إلا ما يتعلق بموضوع الدراسة، وهو عن "جبهة النصرة لأهل الشام"، نظراً لما رافق هذه الجماعة، منذ ظهورها، من جدل واهتمام إعلامي، محلّي ودولي، لم تحظَ به مثيلاتها من الجماعات المنتشرة في سورية، وبشكل أكبر بعد قرار الولايات المتحدة إدراج "جبهة النصرة" على قائمة المنظمات الإرهابية، مع العلم أن القرار الأمريكي صدر قبل أن تعلن الجبهة بشكل صريح ولاءها لتنظيم "القاعدة"، وزعيمه أيمن الظواهر، الذي خلف اسامة بن لادن في قيادة التنظيم، بعد مقتل الأخير.
وبغية إحاطة أشمل بمختلف الجوانب الحافّة بالموضوع، تضمنت الدراسة تعريفاً مختصراً بتاريخ السلفية الجهادية وأفكارها، إضافة إلى عرض موجز لتاريخ "الجهاد السوري" ما قبل الأزمة الراهنة، وصولاً إلى الأوضاع السياسية والميدانية السورية، والظروف الإقليمية والدولية، التي رافقت / أنتجت ظهور جبهة النُصرة. نبذة الناشر:لم يقتصر هجوم النصرة على هيئات المعارضة السياسيّة، بل تعدّاها ليطال جناحها العسكري، "الجيش الحر"، في أكثر من مناسبة، ليتطوّر الأمر في حالات عديدة إلى مواجهات بين الجانبين.
فالتنسيق والتعاون في بعض العمليات المشتركة ضدّ النظام، لا يلغيان جوانب أخرى من التنافس والتعارض بينهما، ذلك أنّ تعاظم قوة "النصرة" ميدانياً، جعلها تشكل خطراً وجودياً على "الجيش الحر"، بعد أن قامت بإغراء الكثير من كتائبه ذات الميول الجهاديّة للإنشقاق عنه والقتال تحت رايتها. إقرأ المزيد