تاريخ النشر: 01/11/2013
الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:لا شك أن تعدد الأديان اليوم شكّل ظاهرة قائمة تحتاج إلى دراسة وتسليط للضوء عليها خصوصاً أن فيها مشتركات يمكن العمل عليها للتقارب بين الأديان والشعوب لفهم الآخر بعيداً عن الإنزواء والتقوقع.
من هذا المنطلق يضع الأستاذ حسن السيد عز الدين بحر العلوم كتابه "الأصول المشتركة للأديان" كمحاولة ...لتعزيز المشتركات وخطوة في هذا الطريق يستحضر عبره الأديان المشتركة ويدرسها على ضوء كتب الأديان، أو ضوء المصطلحات الجديدة بغية إثبات أن الشرائع السماوية كلها شريعة واحدة، ولا اختلاف بينها بدءاً من شريعة آدم عليه السلام إلى شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وأنها يمكن تسميتها بالإسلام ولكن مع الفوارق الموجودة بين هذه الشرائع.
وفي هذا الإطار يجيب المؤلف عن أسئلة مهمة تشغل بال الكثيرين منها: لما كان الدين عند الله الإسلام، فلماذا كانت الكتب السماوية مختلفة؟ وللإجابة على هذا السؤال وأسئلة أخرى ذات صلة اعتمد المؤلف على الأدلة العقلية كما يقول ولم يعتمد على النصوص الشريفة – الأدلة النقلية – في إثبات الأصول ويعني بها (التوحيد والنبوة والإمامة والعدل والمعاد). يقول المؤلف: إن الأصول الخمسة التي تعرضنا لها هي في الحقيقة تعتمد على استدلالات عقلية قبل أن تعتمد على نصوص شريفة في الكتب المقدسة، فعندما نريد إثبات وجود الله جلّ وعلا أو إثبات صفاته أو أوصافه وتقسيم تلك الأوصاف إلى قسمين ذاتية وفعلية، كمالية وجمالية، يكون اساس اعتمادنا على الحركة العقلية، لأن العقل هو المعين والمشير إلى الذات المقدسة وإلى صفاته وكيفية تلك الصفات، والنص إنما يأتي ليدعم الحركة والنظرية العقلية، فليس النص هنا نصاً تأسيسياً بل هو نص تشريعي وتفسيري وإرشادي ...".
ومهما يكن من أمر، يبقى هذا الكتاب خطوة رائدة للتقارب بين الأديان يلائم الحالة المعاصرة ويمكّن من إيجاد لغة مشتركة وصياغة خطاب موحد بين الإسلام والأديان الأخرى. إقرأ المزيد