تاريخ النشر: 08/10/2013
الناشر: فراديس للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لطالما شكلت السياسة والدين والجنس مناطق محرمة يحاذر الأدب من الإقتراب منها، ولكن يبدو أن محاولة جريئة في هذا السياق عنوانها "خطئية السرداب" العمل الروائي، الأول للكاتب البحريني رسول درويش.
وبالدخول إلى الرواية من عنوانها "خطيئة السرداب" تشير إلى معنى التودَد والرغبة، ولكن هذه المرة ليس بين رجل وإمرأة بل ...شابين في مقتبل العمر "قادر" و"كاظم" وما يدور حولهما في حوار يجري بينهما بالجسد والكلام، بعيداً عن أنظار الأهل والمجتمع. وفي مواجهة هذه المشكلة يسعى الشابان إلى التخلص منها، ومع وصول الرواية إلى نهايتها، يعرف "قادر" و"كاظم" أن الشيطان هو كائن نزرعه نحن بداخلنا ثم نعطيه شهادة ميلاد وكلما كبر فينا ألقينا عليه خطايانا، وأن الحياة تعاش كما شرعتها السماء بالحب وبالزواج الذي يحفظ النسل ويساهم في إعمار الأرض، وإن اختلفت التربة التي يعيش عليها كل إنسان.
والحكاية في مضمونها ترمز إلى حضور المقدس وصراعه مع المدنس في حياة شخصيات الرواية، والعالم المرجعي الذي تحتل إليه، وهكذا تقول الرواية إن إتباع المدنس بما هو إستجابة لرغبات الجسد وشهواته الطبيعية، لا بد أن يصطدم بالمقدس بما هو تعاليم دينيه وعادات وتقاليد، إلى ذلك تشير الرواية إلى أديان ومذاهب ولغات وطقوس أخرى لا يفرق عنها إلا القليل مثل ديانة أهل الشاب "كاظم" الذين هم من (الصائبة والمندائيين) يتحدث أهلها اللغة السريانية القديمة التي ظهرت قبل ولادة المسيح عيسى عليه السلام، وعن كتابهم المقدس "كنزاربا" (الكنز ربَه) وهو مصحف آدم عليه السلام وسفر "دراشة إديهيا" وفيه تعاليم يحيى بن زكريا –كما تشير إلى ذلك الرواية- وأن تلك الأديان تحمل نفس القيم الإنسانية التي تزخر بها مختلف الأديان السماوية منها الأرضية، من تحريم للزنا والكذب والخداع والنفاق والخيانة وغيرها...
وبعد، "خطيئة السرداب" نصاً يعالج قضايا حساسة، ويقتحم مناطق محرمة، يزاوج بين الوصف والسرد، وينحو منحاً تجريبياً لا يخلو من مخاطر. إقرأ المزيد