السجون وأثرها في الآداب العربية
(0)    
المرتبة: 65,251
تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:عرف الجاهليون السجون في الإمارات العربية القائمة على أطراف الجزيرة العربية (المناذرة والغساسنة)، وفي بعض الحواضر (مكة واليمن)، أما القبائل العربية، فكانت، بحكم طبيعة حياتها الإجتماعية، وحلها وترحالها، تعتمد على الأَسْر لفترة زمنية محدودة، إذ لم تكن لديها سجون كما في الإمارات والحواضر.
وإلى هذا، فإن سجن الشعراء وأسرهم كان ...معروفاً في العصر الجاهلي، وكان الشاعر في سجنه يطلب السماح والرحمة والعفو من سيده بمدحه وتكذيب الوشاة، وبهجموهم، واصفاً ليالي الأرق التي يعاني، والأغلال والقيود، ليطلب أحياناً الخلاص عند الأصدقاء، أو أن الموت في أحيان أخرى يدركه فيريحه.
لقد برم الشعراء بالسجون، وجاء على ألسن المساجين منهم كثير من الشعر في وصف السجون، وتصوير أوضاعها، وربما كانت لتلك السجون الأثر الكبير في إيقاظ ملكاتهم الشعرية، وشحذ قرائهم، مما زاد في ثراء نتاجهم وإرتفاع قيمته.
حول هذا الموضوع تأتي هذه الدراسة الذي تناول الباحث فيها أدب السجن والأسر في العصر الجاهلي والإسلامي، متطرقاً إلى جماعة الشعراء الأسرى والمساجين الذين يشكلون شريحة من شرائج المجتمع العربي، ليتناول من ثم مجموعة ضخمة من شعر الأسر والسجن بالبحث والتمحيص، متتبعاً من خلاله ما أصاب هذا الشعر من تطور موضوعي وفني.
وتجدر بالإشارة إلى أن الباحث لم يأت على ذكر شعراء معروفين في بحثه هذا، على الرغم من تعرضهم لتجربة السجن، وذلك لأن نتاجهم الشعراء جاء خالياً من الإشارة إلى السجون، موضوع البحث، ومن هؤلاء، على سبيل الذكر، الأحطل والتغلبي.
هذا وبما أن عدد الشعراء الذين تعرضوا لتجربة الأسر والسجن كان وافراً، ومدة سجنهم كانت غالباً طويلة، لذلك كان شعرهم غزيراً، منهم في حاجة ذاتية إلى القول؛ إذ ثمة دوافع نفسية في المحنة والوحشة تهز الشاعر لينظم شعراً معبراً عن حاله، وكأن نفسه لا ترضى الصمت؛ بل تسعى في إسماع صوتها، ذلك الصوت الذي يمكن أن يكون من أقوى الذرائع للخروج من السجن، أو الفكاك من الأسر.
والأرجح أن معظم أدب السجن قد فقد لأسباب عديدة أهمها العامل السياسي؛ إذ المعتقد أن الشعراء باحوا بمكنون نفوسهم وخففوا عنها بالكثير من الشعر الناقم، ولكن الخوف من السلطان منع من تناقل ذاك الشعر وسريانه بين الناس.
وبالعودة، فقد انتظم البحث على النحو التالي: مقدمة، حاول الباحث من خلالها إعطاء فكرة عن أدب السجون بدراسة تاريخية موجزة تلقي الضوء على أهم الجوانب التي تعين على فهم أدب السجن والأسر، وحياة الشعراء ونزعاتهم، وبيئتهم الإجتماعية وغيرها.
وتلى ذلك ثلاثة أبواب متكاملة ومترابطة، الباب الأول: ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية: تاريخية وفقهية وواقعية، تضمن القسم الأول ثلاثة فصول: دراسة تاريخية حول السجون عند العرب الجاهليين في الحواضر والبوادي وعلى تخوم شبه الجزيرة العربية، 2-السجون في صدر الإسلام، في القرآن الكريم والسنّة النبوية وعند الخلفاء الراشدين، 3-السجون في عصر بني أمية، أما القسم الثاني فقد قدم فيقه الباحث دراسة عن أحكام السجون عند الفقهاء المسلمين، أما القسم الثالث فقد تضمن دراسة عامة حول أوضاع السجون.
أما الباب الثاني فقد جاء فيه الحديث عن الشعراء المساخين والأسرى وأدبهم تضمن أربعة فصول: 1-أدب السجن في العصر الجاهلي، 2-شعراء السجن والأسر في العصر الإسلامي، 3-شعراء الصعاليك الذين تعرضوا للسجن في عصري الجاهلية والإسلام، 4-النثر في أدب السجون، وجاء الباب الثالث حول أدب السجون بما يترافق حياة الشعراء في أسرهم وسجنهم ثم الخصائص العامة في أدب السجون: 1-الخصائص المعنوية، 2-الخصائص اللفظية، ثم الإشارة إلى الألفاظ الاكثرية تداولاً في أدب السجن، والحديث عن شعر الأسر والسجن، من حيث الشعل، أي القصائد التقليدية من ذوات المقدمات والأغراض المتعددة والمقطوعات، كل ذلك مشغوفاً بشواهد شعرية تفي بالغرض. إقرأ المزيد