تاريخ النشر: 01/06/2013
الناشر: جداول للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة الناشر:ليس من نافلة القول إنه من العسير تحديد مفهوم "الليبرالية" فهو من المفاهيم التي لا يمكن مقاربتها من جانب واحد، أو من زاوية نظر واحدة، ومن جهة إمتناع تدبره دون النظر إليه تاريخياً، كما إعتياص تعقله دون الإحاطة به بالإضافة إلى غرماته من الليبراليين الجدد الذين ظهروا منذ أربعينيات القرن ...العشرين ومن قبلهم الليبراليين المعتدلين في القرن التاسع عشر من الأمريكيين والإنكليز والفرنسيين، وخصومه من الجمهوريين الكلاسيكيين والمحافظين الجدد وأعدائه من الإشتراكيين والشيوعيين في الوقت ذاته؛ إلى حد أنه قد تشكل بالإضافة إلى هؤلاء وساهم على نحو مكين في تشكيلهم، إلى حد القبول بإعتبارها "عقيدة العصر وأفقه".
ويتصدى منوبي غباش في كتابه إلى هذا الموضوع الإستشكالي بإمتياز: ألا وهو الليبرالية، رب إستشكال يتجلى من جهة إخلاء التوتر الدائم الذي يسوده منذ ظهوره في بدايات الحداثة الغربية إلى عصرنا.
وقد قام المؤلف بتقليب النظر في ذلك تباعاً من مقامات الليبرالية السياسية ولازمتها الديمقراطية الليبرالية، والليبرالية الإقتصادية، والليبرالية الدينية التي يسميها الموقف تسامحاً إنطلاقاً من جون لوك، وبيار بايل وغيرهما.
وقد تناول المؤلف أغلب جوانب إستشكاله في بابين كبيرين يتعلق الأول بإعتبار الليبرالية فلسفة حرية، من خلال الإنطلاق وفق منظور سائد من إعتبار للفيلسوف الإنكليزي جون لوك الأب الفيلسوف المؤسس لتلكم الفلسفة بل التصور الشامل للعالم وللإنسان وللمجتمع وللدولة من خلال التسليم بكونه قد ركز أركان "البراديغم الليبرالي" نعني الملكية الفردية، والحرية السياسية والمدنية، والفصل بين المجتمع السياسي والمجتمع المدني، والتسامح الديني زائد البعد الإقتصادي الذي يتجلى في قضايا العمل والقيمة والملكية والحق الطبيعي.
وقد تعاطى في الباب الثاني من كتابه مع الليبرالية نقدياً إنطلاقاً من خارج الليبرالية كالإشتراكية Socialism أو الجماعاتيّة Communautarisme، كما من الداخل وفق التطور التاريخي لليبرالية في صلته بالنقد الخارجي وصولاً إلى أزمة الليبرالية الراهنة سياسياً (مشكلة الديمقراطية) كما إقتصاديّاً (تفاقم مشكلة العدالة التوزيعية) التي لم يخفها الخطاب الإنتصاري الذي ظهر لمدة قصيرة بعد سقوط الخصم التاريخي لليبرالية المعاصرة، نعني "الإشتراكية التي كانت قائمة واقعياً" في الإتحاد السوفياتي السابق وفي دول أوروبا الشرقية.نبذة المؤلف:تتمتّع الليبراليّة بجاذبيّة وب«سحر خاص» بالنظر الى ارتباطها وتماهيها أحيانًا مع الحريّة ولكن جاذبيّة الأفكار أو سحر النظريّات لا يحولان دون ممارسة الفكر لوظيفته الأساسيّة أي النقد. إن المفهوم الأساسي في الحداثة الفكريّة والسياسيّة هو مفهوم الحريّة. لقد اقترنت حريّة الوعي والتفكير لدى مفكّري العصور الحديثة، منذ فرنسيس بيكون (F.Bacon) وجون لوك(J.Locke) حتى ماركس (Marx) وبنجامين كونستون(B. Constant) ، بالحريّة السياسيّة، لهذا يجوز اعتبار الليبراليّة العنوان الأوّل للحداثة سواء في بعدها الفكري أو في بعدها السياسي. إن الحداثة ليبراليّة سواء من جهة النظريّة أو من جهة الممارسة: تحرير الإنسان من الحاجة إزاء الطبيعة (وذلك من خلال معرفة الطبيعة والسيطرة عليها وامتلاكها) وتحريره من الخرافة والجهل (من خلال اعتبار العقل مصدر المعرفة والعقلانيّة الرؤية الوحيدة المقبولة للعالم بحكم مصدرها ذاك) وكذلك تحريره من الإستبداد عبر تأسيس الدولة المدنيّة وتحديد شروط الإجتماع السياسي وأهدافه من منظور عقلاني نفعي. الحريّة هي إذن جوهر الحداثة الفكريّة والسياسيّة وبالنظر الى هذه المكانة التي للحرية في مستوى النظرية وفي مستوى الممارسة يمكن القول دون مبالغة إن الحداثة ليبراليّة. إقرأ المزيد