تاريخ النشر: 31/05/2013
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:بين المقدس والمدنس تدور ثيمات (العدم) العنوان الذي اختاره جمال ضاهر لقراءة الواقع و حضور الدين في حياة الناس والعالم المرجعي الذي تحيل إليه الرواية.
و(العدم) ليست رواية بالمعنى الفني للبناء الروائي المعتمد الذي يسير فيه الكاتب على هدي وصفة جاهزة، بل هو رؤية ومقاربة لفلسفة العدم والتيه ...التي ترافق الإنسان منذ ولادته وحتى مماته، ساقها المؤلف بأسلوب مبتكر، فكان يحرك شخوصه كما لو أنهم في حلم، يتنقل بين الأزمنة والأمكنة، وكأنه يومىء للقارىء أن حدود للأديب فيما يود قوله، وما يدور من تساؤلات في ذهنه عن هذا الكون الواسع الذي يعيش فيه. نقرأ له:
"والتيه، عندما يأتيك، يرافقك يتتبع آثارك. يأخذها منك يجمعها. يزيل رائحتك منها، يُطعّمها بغيرها ولا يعود شيئاً منك فيها. ينثرها. في أربع جهات الكون وما بينها يبعثرها. وينقض عليك يحاصرك. يقفل الأبواب عليك في الظلمة، حيث لا ترى نفسك إلا غيرك. إما البقاء حيث لا ضوء وإما الرحيل عن نفسك، (...). وعلى هذا الدرب تسير رواية (العدم) بما هي أفكار وانطباعات ما يجعل النص مثقلاً بالإعترافات، ولكن دون أن ينتقص من قيمته الروائية ...نبذة الناشر:"أيْن سيْرك"، سألتْه إحْداهن، زانية في الأرْبعين من عمْرها، مُمْتلئة الجسد والنهْدين كانتْ، نحيفة الوجْه وشفتاها بلوْن الرّمان حمراوان، شعْرها منْثور أسْود، ترْتدي ثوْباً قروي الألْوان والرّائحة، أصابعها دقيقة موْشومة بأزْرق، كما بيْن عيْنيها وتحْت شفتيْها. نقْطة داكنة الزّرْقة فوْق جبينها وثلاث تحْت امْتلاء شفتيْها.
"لم أبْدأ سيْري بعْد"، قال ينْظر إليْها يتحقّق منْها.
"ولكنّكَ تسير"، قالت تبْتسم.
"ربّما، ولكنّها الطّريق لا أراها. ليْس بعد".
"أرى طريقكَ خلْفكَ تُلاحقكَ".
"أعْلم، ولكنّها للآن لمْ تصل"، قال يتملْمل في جلْسته يُحاول يُخْفي ضيقه.
أمْسكتْ يده تنْظر أمامه معه.
"سيطول سيْركَ"، قالتْ تهْمس وقد اقْتربتْ بوجْهها حتى كادت تلامس وجْهه، وسبْعاً من السّنين ستكون أمامكَ وأخْريات مثْلها خلْفكَ…
لا تدع الأرْض تتوقّف ترْتجف تحْتكَ.
لا تدعها تتوقّف ترْتعد أمامكَ.
والشّمْس والقمر". إقرأ المزيد