تاريخ النشر: 01/04/2013
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:في مجموعته القصصية "أسرار خلف الأسوار" يرصد الروائي السعودي عادل علي الغامدي حالات خاصة لشخصيات قصصه القصيرة، وبالتحديد الجانب الأخلاقي منها، ليصور للقارئ تأثير البيئة على الفرد، وكيف أنها يمكن أن تكون عامل نجاح أو انهيار لحياته. وفي هذا السياق يكشف المؤلف عن سر اهتمامه بضحايا المخدرات وصوغ حكاياتهم ...في قالب قصصي يقترب من الواقع، فيقول: ".. ولقد اجتهدت في إظهار الحقيقة ولاشيء سوى الحقيقة واستندت إلى بعض المقربين ممن عاصروا وغاصوا وأخرجوا ما بدواخلهم من أصداف تحمل الألم ومحارات تختزن الشقاء من أجل إيصال ذلك بأدق أحداثه، وأنتقل في أرض المعركة بين ضحايا جيوش المخدرات المتفاوتين في الوصول إلى الهاوية ولكنهم يشتركون في بلوغهم النهاية لكي أستطيع انتقاء أكثر المآسي تأثيراً والتي أطمح أن يصل صداها مدوياً إلى الأرجاء الفسيحة لكي يتم الهدف ويتحقق المراد من الأفصاح...".
وفي مجموع القصص نجح المؤلف في تلمس بعدها الإنساني العميق، فنراه يدخل في أعماق ذوات شخصياته يبحث عن الأسباب التي دفعت بهم إلى التعاطي مع المخدرات فمرة نجدها في رفاق السوء، وأخرى اختلاف طريقة رؤية الشخص لذاته وللحياة، وثالثة، بطغيان الإغتراب الداخلي للشخص المدمن، ولكن مهما اختلفت الأسباب وتعددت النتائج فلقد استطاع (الغامدي) من الدخول في دغل العلاقات الإجتماعية، وما يمكن أن تتركه هذه العلاقات من تجريحات وربما من اعوجاجات في بنية الروح الإنسانية، بحيث شكلت كل قصة من قصص المجموعة حالة خاصة تحتاج إلى دراسة مستقلة بسبب عمقها ودخولها إلى تفاصيل حياة المدمن، وخاصة في مجتمعنا العربي الذي يتميز بخصوصية يختلف بها عن غيره من بقية المجتمعات التي تسود فيها ظاهرة المخدرات، متتبعاً أسرار خلف الأسوار.
يضم الكتاب ثلاثة عشر قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: "شكراً.. أديب!"، مرقفة"، "لاعب المقابر"، "أنثى ولكن"، "فرحة الموت"، "نهاية النهاية"...الخ.نبذة الناشر:كانت تمر الليلة تلو الأخرى بغيومها الكثيفة لتسدل وحشتها المميتة على كل الأرجاء، تتغلغل إلى أعماقي وأستشعرها بكل فؤادي وعيناي ملازمتا السمر وكأنهما خلقتا للسهر!... الدموع هي البلسم الذي يغسل كل الألم ويزيل الهمَّ من تلك القلوب المتعبة ولكن عندما تنضب دموعك في قمة اليأس ولا تجد حتى الدمعة لتخفف تلك الأوجاع القاتلة التي تلازم الأنفاس... وتجلجل مع الآهات وتتصارع بعضها مع بعض للخروج إلى العالم الفسيح لتريح ما بداخل ذلك الفؤاد المتعب.. ولكنها تختنق وتموت في قمة بوحها... كل ليلة تمثل ولادة لأحزاني... أقبع في غرفتي وفي إضاءات ظلماتها في كل أركانها أتأمل شرفتي التي تجاورني، أنظر إليها نظرة متأملة أرى أوجاعي تصطف الواحد تلو الآخر يدفع أولها آخرها وأنا متوسدة ذراع الخوف... أتجرع عذاب الأم... ظلم الزوج... قساوة القريب... وإجحاف الصديق، كان ليلي كنهار الأعمى... ظلاماً دامساً! إقرأ المزيد