تاريخ النشر: 02/04/2013
الناشر: دار الفارابي
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة الناشر:إنّ العقل البشري الجماعي لم يتطوّر مهما تطوّر أو تغيّر شكل المعرفة، ومهما تغيّر من يقبض على مفاصل تلك المعرفة ومن يتكلّم بصفته "قيّمًا" عليها. وتهم الهرطقة وشتّى أنواع "التكفير" وإطلاق الحرم على مساءلة كلّ ما هو "مقدّس" لا تزال هيَ هيَ. والمنطق الذي كان سائدًا أيام كان الإكليروس يقبضون ...على "الحقيقة" وعلى الحقّ بادعاء امتلاك المعرفة لا يزال هو نفسه وإن تغيّرت ملامحه...
لقد كانت "الحقيقة" ولا تزال حلمًا يدغدع عقول المفكّرين والفلاسفة والعلماء. وفي خضمّ سيرورة البحث عن "الحقيقة" شهد المنهج المعرفي، الذي كما سنرى يرتكز دائمًا على التفاصيل، الكثير من التفرّع وزادت تقسيماته على حساب المنظور الوحدوي للوجود ولفهم الواقع. وهذه إشكاليّة أساسية من الإشكاليات التي نحاول طرحها من خلال هذا الكتاب…
فالواقع هائل التفاصيل، ولا سبيل لحصر أو لفهم تعقيداته من خلال إتّباع منهج يرتكز على التفاصيل، من خلال منهج ذهنيّ خطّي ضئيل كما سنرى، إذن، فإن النقد الموجّه لأي فكر من خلال هذا الكتاب لا يتّبع المنهج المعرفي الذي يطرحه ذاك الفكر أو الذي يندرج ضمن إطاره، إنّما النقد يأتي في سياق "مساءلة" المنهج الذهني الذي يعتمده ذاك الفكر.
بمعنى آخر، فإننا عندما ينتقد فكراً معيّناً في هذا الكتاب، فإنّنا لا ننتقد هذا الفكر من خلال الآليات المعرفية نفسها التي يرتكز عليها هذا الفكر، إنّما من خلال نقد هذه الآليات، وكما سنرى، فإنه على أقلّ تقدير، فإن الغالبيّة الكاسحة من الفلسفات إنّما ترتكز على منهج ذهني واحد، منهج يرتكز على التفاصيل في وجود لا سبيل لحصر تفاصيله... إقرأ المزيد