مفتاح البصيرة في جذور الجدليات المعرفية والخلافات المناسكية للفقه والعرفان والفلسفة
(0)    
المرتبة: 342,954
تاريخ النشر: 20/02/2013
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:تحت تأثير السيادة المطلقة للأسلوب العصري العقلاني البَحْت في المدارس الفكرية في زمننا الحاضر الذي بات يعاني من تضاؤل بريق مبادئ سامية من الإقتداء والتمسك بتعاليم الدين والأخلاق الحميدة، وتراجع أهمية مفاهيم معنوية كالعشق والعرفان والسلوك وغيرها إلى درجة اختفى معها حتى الحيّز المكاني الشاغر الذي كانت تشغله من ...يوم من الأيام على قائمة المعرفة الشمولية، فإن السيطرة التامة للحداثة بكل قسوتها قد غيّرت من الرؤية المعنوية السائدة تجاه كافة نواحي الحياة، والتي كان هدفها حتى الماضي القريب، إعداد الأرضية المناسبة لبناء المستقبل، لتحلّ محلها في الوقت الحاضر رؤية جديدة تشكل ذروة ما تصبوا إليه من توظيف مساعي الإنساني وهمته العالية المتسامية لمجرد الحصول على لقمة العيش بعيداً عن التفكير في المستقبل.
وصار إنسان اليوم يسير تائهاً جاهلاً الجهة التي يقصدها، وتساؤل كان يشغل باله عبر قرون متمادية قد فقد بريقه شيئاً فشيئاً دون أن يحصل على جوانب بشأنه وهو: هل الدين وسيلة أم غاية وهدف؟ وأيهما الذي يجب أن يُفْتدى به الآخر كي يصبح الإنسان مذهلاً للتقرب؟ وهل الدين من حيث المبدأ يعدّ من المفاهيم المنطقية المتهابطة التي لا تملك القابلية لتكون مقبولة بين جميع أوساط وشرائح المجتمع الإنساني، أم أنه ظاهرة يمكن أن تكتسب صيغة عرفانية وفلسفية وفقهية، غاية ما تصبو إليه هو إضفاء نور وبهاء على وجود الإنسان وكيانه، وليس إختزال أو تكبير لماهيته.
من هنا، يأتي هذا البحث الذي يحاول المؤلف من خلاله تناول جذور الجدليات المعرفية والخلافات المناسكية للفقه والعرفان والفلسفة علّ القارئ يجد في ثناياها مفتاحاً لبصيرته، وقد استوى البحث ضمن أربعة أبواب كالتالي: تم في الأول من هذه الأبواب إستعراض شامل للجذور والعوامل التاريخية والبيئية التي كانت وراء ظهور وتكامل الرؤى الفلسفية والكلامية والعرفانية والفقهية الخالصة، بغض النظر عن تمازجها مع بعضها البعض.
جاء ذلك ضمن خمسة فصول، تم في الفصول الأول والثاني والخامس ودراسة تاريخ الفلسفة والكلام والفقه الشيعي في محاولة للتعرف على قواعدها وجذورها، في حين ناقش الفصل الثالث العرفان بصورة مطلقة بعض النظر عن وجهات نظر كل من المفكرين الشيعي والسني، أما بالنسبة للباب الثاني فقد بحث في (العرفان والتصوف) من خلال نافذة الأسماء، والجذور التاريخية، والعوامل المؤثرة فيهما وتأثيراتهما، وأوجه الإختلاف التي يتميزان بها من خلال تعاملهما مع سائر المدارس الفكرية والثقافات الأخرى.
هذا إلى جانب تطرقه إلى دراسة العلاقة التي تربط العرفان والتصوف والحدود التي تفصل بينهما، ومن ثم تم تناول التصوف بالبحث والتدخين بإعتباره نظاماً إلى جانب مراحل تكامل الصوفي، أما الباب الرابع فقد تناول بحث ودراسة ماهية فلسفة العرفان عبر رؤية تقييمية للموضوع، وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب بمثابة مقدمة لتوضيح ما تتضمنه المجلدات التي هي في طور التأليف وسيتم طبعها لاحقاً. إقرأ المزيد