أنس المسجون وراحة المخزون
(0)    
المرتبة: 126,707
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار صادر للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:لم يكن السجن بدعاً، وإنما هو قديم قدم الإنسان الأول، واليقينُ الذي لا شك فيه أن مؤسسة السجن هي من أُولى المؤسسات التي ابتدعها الإنسان، ولا يتّفق الإسلام مع غيره من الأنظمة التي أخذت بنظام السجون إلا بالإسم فلم يكن السجن في الإسلام أداة قهرٍ وتعذيب، ولا إنتقام وتدمير ...بل هو أقرب ما يكون إلى المدرسة الإجتماعية، والمؤسسة الأخلاقية منه إلى السجن بل إننا نستطيع القول: "إن السجن في النظام الإسلامي - أعني النظام الذي قام على شريعه الله تعالى، وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم - لم يكن سوى مستشفى للأمراض النفسية والعصبية والفكرية والسلوكية.
وقد أوجد المسلمون دستوراً لنظام الإصلاح الإجتماعي والأخلاقي لا نجده في أرقى دول العالم، إلا أنه انحرف فهم الدولة الإسلامية لوظيفة السجن الإصلاحية، واستبدل الأدنى بالذي هو خير أصبح السجن العبء الأعظم على الأمة، وأصبح رمزاً للقهر والتسلط والبغي فما كان من الأمة إلا أن حطّمت هذا الرمز.
هذا الكتاب أول كتاب يفرد في عنوانه "السجن" ويجعل منه علامة يتوقف عندها، ومنبراً يشدُّ القارئ إليه، فإنفراده وأوّليته - في هذا المضمار - في أدبنا العربي، وربّما يكون اوّل كتاب يوقف لدراسة هذه الظاهرة في الآداب العالمية، يدللُّ على إنسانية أدبنا، وتعاطفه مع الإنسان في جميع حالاته: بسموّه وإرتفاعه، بوسطيّته وإعتداله، بإنحرافه وضلاله، فيبقى الإنسان إنساناً، تبقى حالة التمرّد والعصيان هي الحالة الشاذة العابرة، وإستطاع أدبنا أن يكون مع هذه الحالات الثلاث مع الإنسان وله.
وتتبدّى أهمية الكتاب أيضاً بنصوصه ومادّته، فإن كثيراً من نصوصه يكاد يتفرد بها، ويقف شاهداً على كتب فُقدت من مكتبتنا.
ولقد انقسم الكتاب إلى تسعة فصولٍ، الفصل الرابع فيه هو: "في السجن والتعويق ومن خرج من سعةٍ إلى ضيق" وباقي فصوله الثمانية فصولٌ لا ترتبط بالسجن إلا إرتباطاً خفياً قد لا يُدرك للوهلة الاولى، فالإنسان إبتداءً في أحسن تقويم والفضل والنعم قد جاءته تحبو، ولكن النعم سريعة الذهاب متقلّبة الأحوال فعليه أن يقيّدها بالشكر (الفصل الأول) ويوثقها بالحمد، أما إذا تولّت فما عليه إلا الصبر (الفصل الثاني) والتجلّد، والتسليم والرضا، فمآل الأمور إلى زوال، وأحوالها إلى تبدّلٍ وتغيّرٍ، ومهما كان البلاء جللاً فمصيره إلى إضمحلال، وإلا فالموت (الفصل الثالث) خاتمة الأشياء وكأن هناك طرفاً خفياً، ورابطةً سرية ما بين الموت والسجن لهذا يبدأ (الفصل الرابع) في السجن والتعويق، واول طلعٍ من طلوع السجن إنفضاض الأصحاب، ونفاق الإخوان (الفصل الخامس) وفي هذه الحالة عودٌ على بدءٍ، فما على صاحب هذه المحنّة إلا القناعة والزهد (الفصل السادس) وعليه أن يتحلّى بمكارم الأخلاق ومحاسن المناقب (الفصل السابع) وأن يكون اولاً تقياً، ذا أمانة وديانة (الفصل الثامن) ولا عليه ما جرى له بعدها، فحال الدنيا، وتقلّب احوالها معروف، فلن يكون أوّل ولا آخر من فعلت به الدنيا فعلها (الفصل التاسع). إقرأ المزيد