تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
نبذة نيل وفرات:إن لغة العرب كان ولم يزل لها المكانة الأعلى، والمقام الأسمى، ذلك لأن بها يُعرف كتاب ربّ العالمين، وسُنّة خير الأولين والآخرين وأكرم السابقين واللاحقين.
ولقد اجتهد أولو البصائر والأنفس الزاكيات، والهمم المهذبة العاليات في الإعتناء باللغة العربية، والتمكن من إتقانها بحفظ أشعار العرب وخطبهم ونثرهم، وغير ذلك من أمرهم، ...وكان هذا الإعتناء في زمن الصحابة الأجلاّء رضي الله عنهم، مع فصاحتهم ومعرفتهم في أمور اللغة وأصولها، فلقد كان "ابن عباس" رضي الله عنهما يحفظ من الأشعار والأقوال ما لا يحصى.
وكان إجماع معاصريه، مفسر القرآن الأول، و"ابن عباس" رجل أمسك بالمجد من أطرافه، فقد نال شرف صحبة - رسول الله صلى الله عليه وسلم - وشرف القرابة من الحبيب المصطفى: فهو ابن عمه العباس بن عبد المطلب.
و"ابن عباس" عالم العربية الذي لا يدرك شأوه، عرف اللغة، وحفظ غريبها، وتعمق بخصائصها وآدابها، وأدرك أساليبها، حتى إنه كان له طريقة مميزة في التفسير، فكان كثيراً ما يرجع إلى الشعر الجاهلي إذا سئل عن غريب القرآن الكريم.
يروي الأنباري عنه أنه قال: إذا سألتموني عن غريب القرآن الكريم فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب، ولعل أستاذه في هذا أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه، وكما رأى "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه، كان يرى "ابن عباس" أن الرجوع إلى الشعر الجاهلي ضروري للإستعانة به على فهم غريب القرآن الكريم فيقول: الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها فالتمسنا ذلك منه.
وفي هذا الكتاب جمع المحققان بسؤالات نافع بن الأزرق إلى عبد الله بن عباس لمكانتها التاريخية في علم التفسير من جهة، ولمكانتها الأدبية من جهة أخرى، وكان نافع بن الأزرق رأس الأزارقة صحب في أول أمره عبد الله بن عباس، قال الذهبي له أسئلة في جزء، أخرج الطبراني بعضها في مسند ابن عباس في المعجم الكبير، وأورد السيوطي بعضها في الإتقان.
وقد جاءت جميع هذه الأسئلة في هذا الكتاب الذي بين يدينا، حيث عمل المحققان على ضبط نصها، وتحقيقها مستعينين بكتب الأدب واللغة والتفسير والدواوين، مع تعريف كامل وشامل للشعراء المستشهد بشعرهم وشرح غريب اللغة. إقرأ المزيد