الحرب ومكانتها في الفكر الإنساني ؛ دراسة تحليلية لمفهوم الحرب وفن الحرب والعقيدة العسكرية
تاريخ النشر: 01/01/2021
الناشر: دار آمنة للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:هذا الكتاب يبحث في موضوع من أهم وأعقد المواضيع التي شغلت البشرية والفكر الإنساني منذ القدم ولحد الآن، هذا الموضوع هو الحرب التي كانت ولا تزال جزء من الصراع الإنساني على البقاء والتطور وكأنها قدر مكتوب على الأنسان لا مجال للتخلص منه كما جاء ذلك في قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ ...عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾... [سورة البقرة: الآية ٢١٦].
وإذا كانت الحرب قضية قدرية أو ضرورة من ضرورات الحياة أم هي جزء من تكوين الأنسان وطبيعته التي تميل في الغالب إلى النزاع من أجل الوصول إلى الأفضل وفق رؤيته الخاصة بغض النظر عن النتائج التي تترتب على نوع الفعل وتأثيره على الآخرين، فإن الضرورة تقضي بفهمها فهماً دقيقاً لأنها معنية بالأساس باستخدام القوة والعنف وما يرافها من تدمير وقتل وتخريب.
لذا أصبح لزاماً على المفكرين إعطاء هذا الموضوع اهتمام خاص بإعتباره جزء من المفاهيم الإنسانية الأخرى التي فكر بها الإنسان محاولاً فهمها وصولاً إلى إيجاد تفسير مقبول لها ساعياً إلى وضع أسس ومبادئ يستند إليها عند التطبيق ويحتكم إليها عندما تدعوا الضرورة.
هذا الكتاب يتناول في بدايته مفهوم وفلسفة الحرب من خلال دراسة آراء ومفاهيم للعديد من المفكرين على مر التأريخ، ومفاهيم وفلسفة للعديد من النظريات السياسية والدينية في نظرتها للحرب، ثم يتناول موضوع فن الحرب وما يعنيه كمفهوم وتطوره عبر التاريخ، ثم أقسام فن الحرب الرئيسية (السوق "الإستراتيجية" وفن العمليات والتعبية "التكتيك") مع الإستشهاد بنماذج من تاريخ الحروب، ثم انتقل الكتاب إلى موضوع آخر مهم وهو العقيدة العسكرية كمفهوم وتعريف ونماذج من عقائد مختلفة، وحتى يستكمل هذا الموضوع جرى تناول موضوع آخر جديد لم يسبق تناوله سابقاً وهو دورة الحرب وما تعنيه هذه الدورة وعلاقتها بقوانين الحرب مع عرض بعض النماذج التاريخية لتلك الدورة.
وأخيراً ختم الكتاب بموضوع إنهاء الحرب أو (كيف تنتهي الحرب)، ومن أجل تحقيق الترابط بين الجانب النظري والجانب العملي عرضت نماذج لمعارك مختلفة من تاريخ الحروب ومنها الحرب العراقية الإيرانية بإعتبارها من الحروب المعاصرة الكبيرة والمهمة والتي مرت بتطورات عديدة على مدى ثمان سنوات وهي كفيلة بأن تدرس بعمق وعناية لما فيها من دروس مهمة.نبذة المؤلف:الحرب كظاهرة إجتماعية وكنشاط سياسي / عسكري لازمت الجنس البشرى منذ بدء الخليقة ولحد الآن وتاريخ البشرية حافل بحروب عديدة تكاد أن تكون مستمرة، حتى يبدوا وكأن حالة الحرب هي السائدة في العالم وأن السلم ما هو ألا أمر طارئ.
اتسمت هذه الظاهرة وبشكل دائم بإستخدام القوة والعنف وسفك الدماء والتدمير، وكانت الحرب ولا زالت تحضى بإهتمام باحثين ومفكرين وعلى مر التاريخ...
هنالك من يحاول إعتبارها جزء من الطبيعة البشرية، وهناك من اعتبرها قضية قدرية لا بد منها، وهناك من اعتبرها صراع طبقي، وهناك من اعتبرها ضرورة لا بد منها عندما ترتبط بقضية حق وغيرها من مفاهيم ونظريات عديدة.
ولقد حاولت خلال هذا الكتاب أن أتوصل إلى نتائج مهمة سواء منها ما يتعلق بمفهوم الحرب ووجه النظر التي يمكن ان تنسجم مع واقع أمتنا وتنطلق من خلال عقيدتنا وتاريخنا، كما حاولت تقديم العديد من النماذج الحقيقية خلال عرض فن الحرب سواء منها الإستراتيجية أو فن العمليات الذي أعتقد أنه بحاجة إلى المزيد من البحث من أجل الوصول إلى الفهم الدقيق له خصوصاً في الجانب العملي على مستوى الفيلق والجيش.
أما التكتيك فأني حاولت التركيز على تطوره التاريخي أولاً ثم أهم الأسس التي اعتمدها من العصور القديمة وحتى عصرنا الراهن، والتي كانت تمثل المحور الذي دارت حوله كل تلك التطورات، ثم تناولت موضوع حسابات القدرات القتالية للقوات المتحاربة، وهي حسابات مبنية على طرق رياضية أصبحت معتمدة من قبل العديد من الجيوش المتقدمة، بدلاً من إعتماد الأسس والتقديرات العامة التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج سلبية على القطعات المنفذة كما حصل في العديد من المعارك، وهو موضوع جدير بالإهتمام لأهميته في الحرب الحديثة.
كما قدمت نموذج أخر مكمل له وهو أسلوب حسابات الجبهات والأعماق ضمن المستوى التكتيكي وهي حسابات مبنية على أسس علمية بنيت على خبرة الحرب العراقية الإيرانية، والتي تعتبر مكمله لحسابات القدرات القتالية وبهذا الشكل نكون قد ساهمنا بتقديم نموذج حديث لتلك الأساليب التي أصبح من الواجب الأخذ بها من قبل الجيوش الحديثة.
وحتى تتكامل الصورة والربط الدقيق بين مفهوم الحرب وفن الحرب وجدنا أن الضرورة تقضي بدراسة العقيدة العسكرية التي تعتبر بمثابة الموجه والمرشد التي تنطلق من النظرية السياسية للدول والأنظمة السياسية وفهمها وفلسفتها للحرب، لتصبح بمثابة المرشد والموجه لفن الحرب بكل فروعه إستراتيجية وعملياتية وتكتيكية، كما تقضي الضرورة بمعرفة العلاقة العملية أو الواقعية بين العقيدة كمفهوم نظري وبين فن الحرب كجانب تطبيقي.
وأخيراً تناولنا موضوع آخر مهم وهو كيف يمكن أن تنتهي الحرب، هذا الموضع الذي لم يأخذ حقه من البحث والدراسات بقدر ما أخذ موضوع الحرب وفن الحرب. إقرأ المزيد