تاريخ النشر: 01/11/2012
الناشر: رابطة الكتاب الأردنيين
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:في روايته "سلطانة" يُجسد غالب هلسا تأثير الماضي في الإنسان والدور الذي يمكن أن يلعبه في حياته، وخاصة التأثير النفسي، فأبطال غالب هلسا هم دائماً غير تقليديون في سلوكاتهم، والكاتب لا يجد غضاضة في الكشف عن البنى التي تشكلت بفعلها نفسياتهم كعوامل اجتماعية وتاريخية وسياسية منفصلة، وهذا يعطي لكتاباته ...قيمة متفردة في التعبير عن كوامن النفس البشرية، ففي "سلطانة" يشهد القارئ تناقضاً ولنقل تضارباً بين عالمين: عالم سري خفي يخرج فيه الأبطال عن المألوف (سلطانة، صليبا، جريس، أميرة، طعمة)، مقابل عالم آخر يتمسك بقيم إيمانية وميتافيزيقية تصل إلى حدّ الانخطاف.
بين هذين العالمين تتحرك الرواية، وتؤرخ لفترة الخمسينيات في عمَّان، وتسلّط الضوء على العلاقات الاجتماعية في قرية نائية تسكنها عائلات إسلامية ومسيحية، لم يترك الكاتب شارطة أو واردة من حياة القرية وموروثها الحضاري إلا ووجد لها مكاناً في بنية الحبكة الروائية، فجاءت الرواية في مجملها وثيقة أنثروبولوجية لعادات وعلاقات وتاريخ يعيش في وجدان أفراد هذا المجتمع، أما عن شخصيات الرواية فنقع على "سلطانة" امرأة قوية، جريئة، متمردة على كل الممنوعات في مجتمعها. تحمل في شخصيتها مزيج من الرقة والأنوثة والجرأة اللامتناهية، تعيش عالمىاً خاصاً بها خلقته لنفسها، انسلخت فيه عما حولها من أطر اجتماعية، أما "جريس" فهو المحور الذي تدور حوله الأحداث، والذي تشهد شخصيته تحولاً درامياص بفعل التطورات التي مرّ بها مجتمعه، حيث الانتقال من نمط البداوة إلى النمطين الريفي والمدني، مشدوداً بمغريات الحداثة، حتى أن غالبية النقاد اعتبروا أن جريس هو غالب نفسه في الرواية و"أن الرواية هي تسجيل لسيرة حياته بحيث اختلط فيها الواقع مع الخيال الروائي".
والرواية في النهاية شتكل في مضمونها حياة معيشة واقعية، صاغها هلسا بتقنية الفن الروائي وقد عرف كيف يحافظ على التوازن الدقيق بين الفكر والواقع والحلم على صعوبة هذه المهمة. إقرأ المزيد