تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار صادر للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ابن العربي 560-638هـ/1164-1240م. هو محيي الدين ابن العربي، الحاتمي الطائي، الأندلسي. ولد بمرسية، وهي بلدة من بلاد الأندلس، وانتقل إلى اشبيلية في الثانية من عمره، فقرأ بها العلوم على مشاهير زمانه. ثم سافر إلى مصر ودمشق وبغداد، وجادر في مكة، وأقام في بلاد الروم طلباً للعلم، وكانت وفاته بالشام ...وقبره بالصالحية في مسجد يعرف باسمه في سفح قاسيون. ترك ابن العربي مؤلفات كثيرة تبلغ نحواً من مئتي كتاب أشهرها الفتوحات المكية في التصوّف، وزعم أن الله يملي له على لسان ملك الإلهام جميع ما يسطره. ومن كتبه: ترجمان الأشواق الذي شرحه بنفسه في هذا الكتاب. كان ابن العربي شيخ مشايخ الصوفية وإمام أيمة الطرائق الإسلامية. قال ابن سدي في ترجمته: "إن محيي الدين كان ظاهري المذهب في العبادات باطني النظر في الاعتقادات". وقد توغل في الطريقة الصوفية توغّلاً لم يقدم عليه أحد قبله بحيث أصبح النموذج الذي تمثلت به أخلاق الصوفيين وآدابهم في الأقوال والأفعال. وكان شاعراً وأشهر شعره مرشحته الصوفية، وكان يجنح في شعره إلى الفارسية أكثر منه إلى العربية، فعنده النعومة والمعنى الرمزي، وعلى الطريقة الصوفية الوجد الكئيب الملتهب.
على أنه احتفظ من العربية. وفي شعره ظاهر ميله إلى المناظر الطبيعية كالحقول والرياض، فلو قرأت قصيدة له وأخذت بمعناها الظاهر لا معناها الصوفي، لوجد لها تأثيراً عذباً في النفوس. وكان يقول بالحلولية ووحدة الوجود، وآراؤه فيها موجودة في كل ما كتبه. والناس فيه كما في غيره من المتصوفة حزبان: حزب له يبرره ويحمل كلامه على محامل حسنة ويتأوله، وحزب يكفره ويؤثمه ويرميه بالزندقة. ولكن أنصاره كانوا ينافحون عنه فتعود الثقة به غالبة للتمسك، مؤكدة بفتاوي الدين وشيوخ الإسلام. ومهما كان من أمره فابن العربي طبيعة خصبة حساسة، مفكر، مثقف، ونفساني بارع، وكان تأثيره عظيماً. إقرأ المزيد