تاريخ النشر: 01/08/2003
الناشر: دار صادر للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:في صحبة ديوان أبي العتاهية يرسم القارئ المتذوق، كما الباحث والناقد، الصورة المثلى لهذا الشاعر العباسي الذي يحرك القدرة على التأمل والتصور ويحمل القارئ إلى هاتيك الأجواء الباسمة حيناً، والقاتمة المظلمة أحياناً، بما في الديوان من الجمع بين مرح الحياة ولوحات الحسن والجمال، وسكينة الموت الباعثة على الفرق والذهول ...ورهبة المصير.
وأبو العتاهية هو إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان مولى عنزة، كنيته أبو إسحاق، ويقال أن سبب كنيته بأبي العتاهية هو أن الخليفة المهدي قال يوماً له: "أنت إنسان متحذلق متعة" فاستوت من ذلك كنية غلبت عليه دون اسمه وكنيته، وسارت له بين الناس وليس من الغريب أن تستوي له هذه الكنية، فقد كان في شبابه يعاشر الخلفاء ويحمل زاملة المخنثين. ويظهر من صفته أنه كان إلى الأنوثة أميل منه إلى الرجولة. فقد كان "قضيفاً، أبيض اللون، أسود الشعر، له وفرة جعده وهيئة حسنة ولباقة". وكان في أول أمره يبيع الجرار الخضر، يحملها في قفص، ويدور في الكوفة، ولكن نفسه الميالة إلى الشعر جعله يترك هذه المهنة ويزاول الشعر، فانقطع عليه، حتى صار فيه كما قال عن نفسه: "لو شئت أن أجعل كلامي كله شعراً لفعلت". إقرأ المزيد