تاريخ النشر: 31/05/2012
الناشر: دار الفارابي
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:مجموعة من المقالات يضمها هذا الكتاب الذي يشي عنوانه مضمون مقالاته لتكون بمثابة كلمات تعبر عن رأي حرّ لا بد من الإفصاح عنه رغم كل العوائق...
وإن ما يلفت النظر في هذا الكتاب هو مقدمته التي جاءت بمثابة مداخلة لجريدة "النهار" في العيد الفضي "للسفير" تحت عنوان "الصحافة الرسولية" مقابل ...صحافة "الحقيقة السلطانية"، واستهلت المداخلة بسؤال جاء في عقب تساؤل وهو..."... إذا كان المطلوب استكشاف الغد والدور الذي يطلب من صحافتنا أن تخدم فيه الإنسان العربي وحقوقه نسأل أولاً: أي صحافة هي الصحافة المطلوب منها هذا الدور؟... صحيفة الحقيقة والإلتزام بها حتى الإستشهاد... أم صحافة السلطة أو السلطان الذي يمولها من أجل أن تخدمه لنشر ما يصح وصفه بــ"الحقيقة السلطانية" أي الحقيقة التي يريد الحاكم قراءتها فتنشرها هذه الصحافة ولو لم تكن هي الحقيقة.
والسلطان هنا يعتبر نفسه وصياً على هذه الصحافة ويبتعد بها عن الحقائق المولدة للرأي الحر المتقبل التعددية والحوار العقلاني: "وبعد استطراء استوعب بيان مواصفات الإنسان العربي الذي يُطلب من الصحافة أن تخدمه، الذي هو بخلاف الإنسان العربي اليوم المُنْكَرةِ حقوقه...
تنتهي صحيفة النهار صاحبة المداخلة إلى القول "إن الصحافة اللبنانية والعربية كذلك، ليست كلها حرة، ولا هي صحافة حرية تبشر بأن لا قيام لدولة أو مجتمع يحترم حقوق الإنسان ويصونها ويدافع عنها، حيث لا حرية، وأن لا صحافة من دون حرية ولا حرية من دون صحافة حرة؛ ذلك بأن الحريات كلها تتجسد في حرية التعبير عن جميع الحريات وعن معارف الأحرار وثقافاتهم وتوجهاتهم... "وفي نهاية المطاف فإن ما هو مطلوب من صحافة الغد"..
وبالعودة إلى المهمة المطلوبة من صحافتنا في القرن المقبل، لا ترى من مهمة مركزية، صحافيين لبنانيين وعرب، أهم من الدعوة إلى حرية المعارضة، والحق في التطلع إلى المستقبل، إلى مستقبلٍ مختلف، والعمل من أجله ولو بنشر أخبار الإختبارات العالمية في الحقوق الثقافية والفكرية والعلمية وصولاً إلى الإقتصاد والإجتماع والسياسية...
تريد الصحافة تعود بنا إلى صحافة الأجداد وتراث الحرية فيها والتقاليد، صحافة القرن التاسع عشر، الصحافة الرسولية التي كانت تدعو إلى التطوير والنهضة، وتنتهي المداخلة بفقرات مختارة من إستخلاص الصحفي "طلال سلمان" صحاب السفير "لأن الصحفيين... يسري في عروقهم دم واحد، مهما باعدت بينهم المسافات وتبانت فيما بينهم الآراء... فقد كتب "أن الصحافة بلا معارضة" فالصحافة هي ممارسة لحق الإختلاف مع الحاكم بمقدار ما هي تكريس لحق المواطن في أن يعرف"... وأخيراً يمكن للقارئ معرفة الكثير من خلال مجموعة هذه المقالات التي حملت في مضامينها ومواضيعها وكلماتها رأياً حراً اختلف صاحبه فيه مع الحاكم، ليس بدافع الخلاف، ولكنه بدافع إعطاء حق للمواطن في أن يعرف ما يجب أن يعرفه على جميع الأصعدة.
ففي مقالة تحت عنوان "الراعي ومجد لبنان" المؤرخة في 2011/9/8، نورد هذه المقتطفات، حيث يقول ادمون صعب "فيا" "خطة باسيل الكهربائية" تعلّق البلاد كلها على خطوط توتر عالية، يباد رئيس الكنيسة المارونية إلى تعليق توتر اللبنانيين وهواجسهم على خط واحد من أهم مراكز القرار في العالم، فقد زار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي باريس مطلع هذا الأسبوع حاملاً إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسالة لبنانية تدعو إلى إستخلاص العبر من الثورات العربية، وخصوصاً بعد مشاركة الطائرات والقوات الفرنسية في إطاحة نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، لافتاً إلى أن الإختبارات في العالم العربي كلها أدت إلى الخراب!...
وفي إعتقادنا أن زيارة البطريرك الراعي لباريس تفوق في توقيتها وأهميتها أي قضية مطروحة الآن في لبنان، ذلك أن ذاكرة بكركي حافلة بالمآسي التي جرّها التدخل الدولي في المنطقة، وخصوصاً الفرنسي، منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى، ومعاهدة سايكس بيكو لتقسيم المنطقة ووعد بلفور لإقامة دولة إسرائيل في قلب العالم العربي وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه... ولم يكتم البطريرك تخوفه من أن "تبيع" فرنسا لبنان، كما حاولت أن تفعل عام 1919... من هنا تساؤله: "هل نحن ذاهبون إلى تقسيم سوريا دويلات طائفية؟... وربما يكون البطريرك الماروني من مستقرئي الثورات العربية حكمة وبعد نظر، عبر ترحيبه بالتغيير الديموقراطي والتقدم على طريق الحرية والتحديث... وداعياً إلى تجاوز الطائفية، وهذا موقف متقدم جداً بالنسبة إلى أكبر أحبار الطائفة المارونية... والإبتعاد عن "الإنحراف المذهبي لمؤسسات الدولة والأنظمة السياسية الدينية التي تنمو في جسم مجتمعات الشرق الأوسط"... إقرأ المزيد