كتاب العشر مقالات في العين
(0)    
المرتبة: 32,179
تاريخ النشر: 01/01/1928
الناشر: دار صادر للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:يندرج هذا الكتاب ضمن أهم وأقدم الكتب المؤلفة على الطريقة العلمية طب العيون، حيث ألفه حنين بن إسحاق على رأي ابفراط وجالينوس في العلم بكل ما يضطر إلى معرفته من أراد أن يداوي علل العين مداواة صواب موزعاً مادته على عشر مقالات بسطت الأولى تشريح العين على نحو ما ...جاء بالمقالة العاشرة من كتاب جالينوس المسمى (في منافع الأعضاء)، وتناولت الثانية وصف الدفاع ومنافعه. أما الثالثة فتناولت الكلام عن العصب الباصر وروح البصر والبصر كيف يكون وقد اعتمد فيها حنين على كتاب (في منافع الأعضاء). وفي الباب الثاني عشر إلى الباب الخامس عشر من كتاب في آراء بقراط وأفلاطون.
وسعت "المقالة الرابعة" لتقديم خلاصة بارعة عن مختلفة كتب جالينوس بحيث احتوت بإيجاز على جميع آراءه فيعلم ترتيب الأمراض وأسبابها وعلاماتها. والكتب التي استعان بها حنين في تأليف هذه المقالة في "كتاب في الفرق"، و"كتاب في الصناعة الطبية"، و"كتاب في حفظ الصحة" و"كتاب في أسباب الأعراض".
وتناولت "المقالة الخامسة" الكلام على أسباب أمراض العين، وهي تترسم في بدايتها خطى جالينوس على نحو ما جاء في كتابه "أسباب الأعراض"، وتحتذي في النهاية المقالة الثانية من كتاب آراء ابقراط وأفلاطون. وتتضمن شرح الأمراض الافتراضية "أغشية العين الداخلية ورطوباتها يعني سوائلها" من الوجهة النظرية، وشكل قطر النظر وطوله..
وسعت "المقالة السادسة" لوصف أمراض العين فنبأت بأعراض أمراض الملتحمة التي يذكر منها سبعة على أنه قد أطال في شرح الرمدى بوصف أنه أكثر هذه الأمراض شيوعاً وأفاض في ذلك ببقية الأمراض وتتجلى هنا حقيقة جديدة هي أن العتم الوعائي للقرنية المعروف باسم السبل (بانوس) لم يلاحظه العرب أول الأمر ولكنه كان معروفاً لليونان باسم "فيرسوفثالميا" (دوالي القرنية).
وقد ذكر حنين من بين أمراض الجفن تسعة لا غير. وبعد أن تناول حنين انقباض واتساع ألسان العين تكلم حنين مع شيء من التطويل على الكتركتها وتشخيصها. ثم يعقب ذلك شرح الأمراض الخلفية للعين وبالأخص الاسترخاء وسد العصب البصري والإصابات التي تلحقه. وأورد في نهاية المقالة أمراض عضلات العين وشرحاً نظرياً لسيلان المواد إلى العين.
وتناولت "المقالة السابعة" الكلام على قوى الأدوية المفردة على نحو ما جاء بالبابين الرابع والخامس من كتاب "جالينوس (في قوى الأدوية المفردة) وهنا يعود حنين فيأخذ -بتفسيرات الطبيب اليوناني العظيم- النظرية بدقة مدرسية. وأثبت حنين في "المقالة الثامنة" قائمة بأسماء الأدوية المفردة للعين ومزاياها متبعاً في ذلك ما جاء في الباب الرابع والتاسع وغيرها من أبواب كتاب جالينوس في قوى الأدوية المفردة.
وتحتوي "المقالة التاسعة" على علاج أمراض العين ولكن بدون ترتيب مع الخوض هنا وهناك في تفسير الأمراض العامة من الوجهة النظرية. وتتحدث "المقالة العاشرة" عن الأدوية المركبة الموافقة لعلل العين.
ولدى الإمعان في مجموع هذا الكتاب المبكر في طب العيون نجد أن حكم بن أبي أصيبعة تتجلى صورته وينهض البرهان على تأييده فطول المقالات ليس متناسقاً وتختلف قيمة مادتها اختلافاً عظيماً وقد عالج حنين -طبقاً لآرائه الفلسفية وتأملاته- التشريح وعلم وظائف الأعضاء وعلم تقسيم الأمراض والفارما كولوجيا فأسهب وأطال بينما الأجزاء المتعلقة بعلم الأعراض والعلاج العملي مقتضبة جداً. وفوق ذلك فإنه اتبع الطريقة التي اتبعها اليونان من قبل وأوائل أطباء العرب الذين جاؤوا بعده ونعني بها الكتابة عن المرض الواحد مرات ثلاثاً في فصول مقالات مختلفة. فأولاً يتكلم عن تشخيص المرض ثم يتكلم عن أعراضه وأخيراً يتكلم عن علاجه. وقد اتبعت الطريقة التي يشرح بها المرض في الفصل الواحد كما هو الحال في كتب عصرنا الحاضر منذ القرن الرابع ونعني بهذه الطريقة وصف تشخيص المرض وأعراضه وعلاجه. وعلى ذلك فإننا نصفه بأنه "أقدم كتاب موجود في طب العيون ألف على الطريقة العلمية".
و"الرسوم" الفريدة في هذا الكتاب جد شائقة ولا بد أنها كانت كثيرة غير أنها فقد فقدت ولم يبق منها إلا خمسة. ولما كان الكتاب مقتبساً من كتب اليونان فإن هذه الرسوم كانت لا شك موجودة في النسخ اليونانية ونقلها الأطباء العرب والسوريون الذين ترجموها. ثم هي أيضاً أول رسوم معروفة لتشريح العين وهي أرقى بكثير من تلك الرسوم التي زينت بها الكتب الأوروبية في القرون الوسطى. إقرأ المزيد