مقدمات في الملكية الفكرية
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار الحامد للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:لقد فطر الانسان على حب التملك. فبطبعه ينزع إلى حيازة الأشياء والموارد المشاعة. وتعتبر الملكية منذ القدم حافزا للتطوير والتنمية حيث يبذل كل إنسان جهده فيما يمتلكه بما يذلل عيشه ويكفل له الرفاهية.
وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة للأشياء المادية المحيطة التي تكتسب ملكيته لفكره ونتاج عقله من الإبداع ...والذي يشكل جزاء من شخصيته وكيانه.
وتتميز هذه الملكية الفكرية بالتصاقها بشخص صاحبها ولكنها متى خرجت للوجود في شكل مادي ملموس كالكتاب مثلا فإنها تصبح محلا لتداولها من قبل الجميع ويعود مردودها من التطور والرفاه على المجتمع بأسره ولا يقتصر على صاحبها فقط.
لهذا سارعت الدول في مرحله لاحقه إلى سن التشريعات والقوانين التي تحمي المبدعين وأصحاب الفكر، وتنظم هذه الملكية بما يضمن حقوق أصحابها ويسمح بذات الوقت للمجتمع بالاستفادة من إبداعهم وفكرهم. حيث تشكل الحماية حافزا لتشجيع إنتاج مزيد من الابتكار والإبداع في مختلف المجالات مما يسهم بدوره في إثراء المجتمعات وتطويرها.
وتتسم الملكية الفكرية بالعالمية بمعنى أنها لا تتركز مكانيا في دوله واحده بل تميل إلى الذيوع والانتشار فالكتاب الذي يطبع في دوله ما يصدر إلى دوله أخرى وكذلك الحال بالنسبة لكافة اشكال الإبداع الأخرى كالموسيقى والأفلام السينمائية والبرامج الاذاعيه والتلفزيونية.
وقد تطلب هذا الأمر ضرورة توفير الحماية الدولية للملكية الفكرية على نطاق العالم فأبرمت العديد من الاتفاقيات الدولية في هذا الشأن , ولعل أخرها اتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية والتي أحدثت أثرا كبيرا في مفهوم الملكية الفكرية تمثل في تركيز البعد الاقتصادي للحقوق المتعلقة بها وأدرجت ضمن أجندة التجارة الدولية بل أصبحت الملكية الفكرية اليوم المحرك الرئيسي للتجارة الدولية. وجاء ذلك نتيجة للتغيرات التي شهدها العالم والتي أفضت إلى قيام نظام عالمي جديد يرتكز بصفه أساسيه على ما تملكه الدولة من أسباب العلم والتكنولوجيا ومنتجاتها فادى ذلك إلى تعاظم قوة التجارة الدولية في مجال الملكية الفكرية وما يستتبعه من تكريس للاحتكارات الصناعية وخلق مناطق للنفوذ التجاري والثقافي وتوزيع مناطق إنتاج سلع ومنتجات الملكية الفكرية , وأقتسام اسواق هذه السلع والمنتجات.
على الجانب الأخر أدى التطور التكنولوجي المتسارع إلى إحداث اثر كبير في واقع الملكية الفكرية. فمن ناحية ؛ وسع مفهوم الملكية الفكرية , بحيث أصبح يستوعب صورا جديدة لم تكن معروفه من قبل مثل حماية الحاسب الآلي وبرامجه والأسرار التجارية وأسماء الدومين والأحياء الدقيقه والأصناف النباتية وغيرها. ومن الناحية الأخرى أدى هذا التطور وبصفه خاصة في مجال التقنية ونظم المعلومات إلى فتح الباب على مصراعيه إمام حرية التواصل إلى مصادر المعرفه والمعلومات وبرامج العقل الالكتروني على نطاق العالم بسهوله ويسر عن طريق الضغط على زر واحد وبذات القدر من السهولة واليسر مكن من الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية ؛ حيث يستطيع أمر واحد واحد أو أمرين على الحاسب الآلي نسخ كتاب كاملا أو جزء من برامج العقل الالكتروني.
إن التطور التكنولوجي الهائل أدى وسيودى إلى تطوير الإنتاج الفكري بسرعة كبيره تقعد بالتشريعات عن ملاحقته في كافة الصور التي تتولد بالضرورة عن ذلك التطور. مما يعني ضرورة المواكبة التشريعية السريعة لكل نتاج فكري بغية حمايتها. إقرأ المزيد