الخليج العربي من العصور الأولى حتى بداية القرن العشرين
(0)    
المرتبة: 36,615
تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: الدار العربية للموسوعات
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يتمتع الخليج العربي بأريج رومانسي خاص يفوح من اسمه، بيد أن أولئك الذين يعرفون المنطقة أيما معرفة يعرضون بشدة عن الإهتمام بها في هذا الإطار الرومانسي؛ فالمنطقة، من وجهة نظرهم - تشتمل على سواحل قاحلة، ورياح ساخنة، وأشعة شمس لا ترحم... علاوة على ندرة سبل الراحة التي تيسر المعيشة ...فيها، وتباعدها فيما بينها.
كما أن طبيعة تلك المنطقة في مظاهر العنف، إلى جانب أن الإنسان لم يقم إلا بالقليل من أجل تحسينها من خلال قيامه ببعض الأعمال اليدوية، ويتسم عدد سكان هذه المنطقة بالضآلة، إلى جانب إنخفاض مستوى المعيشة فيها، وقلة عدد بلدانها، كما أن الجو المحيط بها غير صحي.
وفيما يتعلق بالقرى التي توجد ضمن هذه المنطقة، فهي عبارة عن تجمعات سكنية من الأكواخ الطينية.
وتعد هذه المنطقة بالنسبة كزائر العابر مجرد منطقة تحصرها المياه من جميع الإتجاهات، بحيث يصعب على الحضارة إختراقها، وعلى الرغم من ذلك، فإنه عادة ما تكون المظاهر خادعة، فقد لعبت هذه المنطقة النائية التي تحصرها المياه دورها في تشكيل تاريخ العالم لقرون وضعت.
علاوة على أن شواطئها قد شهدت الكثير من آثار مسير الفيالق التابعة للإسكندر الكبير، كما أنها عاصرت بزوغ إمبراطوريات وسقوط أخرى، وقد شهدت هذه المنطقة منافسات نشبت بين الأمم الغربية المطلة على البحار.
ونظراً إلى موقعها المتميز على الطريق إلى الهند، فقد حظيت بإهتمام لا يضاهيه إهتمام من قبل بريطانيا خلال المائة عام الماضية، حيث استمرت بريطانيا العظمى القوة المسيطرة على مياه الخليج لما يربو على قرن من الزمان، ويرجع الفضل كاملاً في أن يظل لأنشطتها التجارية إلى الجهود التي قامت بها بريطانيا بهذا الصدد.
وهكذا يتابع الكاتب سير أرنولد تي ويلسون تأريخه لمنطقة الخليج العربي من العصور الأولى حتى بداية القرن العشرين والكاتب وإلى ذلك على دراية تامة بأنه لا يمتلك أية معطيات للقيام بهذه المهمة التي تسرع فيها سوى إقامته شبه المتواصلة في منطقة الخليج العربي لمدة ثمانية عشر عاماً، حيث مكنته الواجبات التي أسندت إليه خلال هذه الأعوام من التواصل عن قرب، وإقامة علاقات حميمة مع مختلف الأشخاص من مختلف أنحاء الدولة ومن كافة المناطق المطلة على شواطئها.
ومما لا شك فيه أنه قد تم تجميع الكتاب من خلال الأعمال الضخمة التي ألفها كتّاب سابقون، وقد انتهز الكاتب هذه الفرصة للإشارة إلى المساعدة التي تلقاها بهذا الصدد من معاونه السيد: "اتش. دبليو. ماردون" رئيس قسم التعليم المصري سابقاً، والمسؤول الأول عن الفصول التي تتناول الحقبة التاريخية الأولى والعصور الوسطى.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المؤلف لم يعتزم إستبدال، أو إكمال الأبحاث التاريخية المتعلقة بالمنطقة التي يتناولها هذا العمل، فقد حاول كتابة التاريخ الإقليمي من أجل تمكين السكان المحليين، الذين يتمتعون بفضول من شأنه أن يثير مشاعر الوطنية داخلهم، ويحفز على الكتابة التاريخية، من تعلم شيء ما عن السجلات السابقة الخاصة بالبلاد التي يعيشون فيها.
أما عن الهدف والغاية التي يرمي إليه الكاتب، فيتمثل في تمكين أولئك الأشخاص الذين أقاموا بالخليج - إما سعياً وراء تحقيق رغباتهم، أو لتأدية واجباتهم، أو تمكين أولئك الذي يؤدي بهم عملهم إلى الإنخراط في مشكلات الخليج - من دراسة تاريخه كعمل مستقل، حيث قامت بريطانيا العظمى بدور مهم ومتميز في صناعة هذا التاريخ، منذ أن هزم "دريك" اسطول الأرمادا الأسباني ودمرته رياح العناية الإلهية. إقرأ المزيد