دكتاتوريات عسكرية دموية ودساتير معلبة ديماغوجية - نشوة بداية... ومأساوية نهاية
تاريخ النشر: 01/11/2011
الناشر: البراق
نبذة نيل وفرات:لن تكون انتفاضة الشباب العربي اليوم سوى صورة لانتفاضات شهدها التاريخ. ويمكن مقاربة هذه الانتفاضة بكومونة باريس في نهاية القرن الثامن عشر، تلك الكومونة التي انتفض فيها الشعب الفرنسي على الظلم والجوع والفقر والطغيان، مع فارق الزمن والمكان والظروف الاجتماعية والثقافية لكل من الثورتين. كما يمكن اعتبار ثورة الشباب ...العربي امتداداً لثورات الآباء والأجداد على الاستعمار في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى من أقصى المغرب العربي الى أقصى مشرقه، ان من حيث الأهداف أو من حيث تزامن تلك الثورات في مختلف البلاد العربية أو من حيث التضحيات في سبيل الحرية كما سيتوضح ذلك في فصول هذا الكتاب. هذا التراث من الثورات على الظلم والقمع والقهر ان دلّ على شيء فإنما يدل على وحدة نبض الجماهير العربية، ووحدة ثقافتها الفكرية والروحية والدينية، مع الأخذ بعين الاعتبار سرعة انتشار قدرة الشباب في هذه الأيام واتساع رقعتها من بلد لآخر، انما مرده الى تطور وسائل الاعلام من فضائيات وأنترنت وأجهزة اتصال تمثلت بأجهزة الهواتف المحمولة والتي ساهمت بمجملها في سرعة انتقال الحدث بالصوت والصورة لحظة وقوعه. ومهما يمكن من أمر فإن المؤلف في كتابه هذا يحاول استعراض الدكتاتوريات العسكرية وغير العسكرية التي مرت عبر التاريخ وذلك ضمن منهجية تناولت الجوانب الاجتماعية، السياسية، النفسية التفلسفية التي تحيط بهذا الموضوع. فبعد أن تناول في الفصل الأول موضوع نظريات السلطة في الفلسفة وعلم الانتروبولوجيا ليخلص فيه لاتفاق الفلاسفة على حتمية الثورة على السلطان الغاشم رغم تبريرات "ميكافيلي" لسطوة الحكام. وليتناول من ثم في الفصل الثاني الخارطة السياسية للوطن العربي منذ بداية القرن السادس عشر وحتى منتصف القرن العشرين متطرقاً الى الفتوحات العثمانية وما شهدته تلك الحقبة من أحداث انتهت بتقاسم تركة الدولة العثمانية بين فرنسا وبريطانيا وزرع الكيان الصهيوني في فلسطين. وليكرس الفصل الثالث للحديث عن نشأة الأحزاب والدساتير في رحم الاستعمار الفرنسي وتنهي دساتير معلبة غريبة بدلاً من دستور القرآن.
واستعرض بعدها وفي الفصل الرابع حال الوطن العربي منذ منتصف القرن العشرين وحتى اليوم. وما شهدته تلك المراحل من انقلابات عسكرية على الحكومات المدنية، في خمسينيات القرن العشرين وبوادر ظهور ملامح الدكتاتوريات العسكرية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ذاكراً كيف استمدت تلك الدكتاتوريات العسكرية شرعيتها في أميركا و(اسرائيل) على بحور من دماء شعوبها. ولينتهي المؤلف في الفصل الخامس لخلاصة كل ما جاء في الفصول الأربعة السابقة بتحليل شخصية تلك الدكتاتوريات التي حولت الجمهوريات الى امبراطوريات تربعوا على عروشها، مستهلاً الفصل بالحديث عن الطبيعة الانسانية وتطور المجتمعات، وانتقال اشكال الحكم من التيموقراطي الى الأوليجاركي، مروراً بالبلوتوقراطي وأطماع الصفويين بالمشرق العربي وساعدتهم لحركات التمرد، ذاكراً نماذج من دكتاتوريات غريبة دموية، معرجاً على الثورة الفرنسية وأثرها على النهضة الفكرية العربية، مختتماً الفصل بالحديث عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي شكلت الشخصيات القيادية العسكرية السيكوباتية البارانادية، لينتهي من ثم الى تكوين تلك الشخصيات منذ اللحظات التي بدأ بتكون أحدهم حنيناً برحم أمه، مستخدماً في ذلك كله المنهج العلمي من خلال السرد التاريخي الواقعي للأحداث.نبذة المؤلف:عندما يشاهد المرء غلاف الكتاب يتهيأ له للوهلة الأولى أن الكاتب يسجل موقفاً سياسياً مبنياً على وقائع وأحداث آنية تتناقلها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة هذا الموقف الذي يتفق معه فيه الكثيرون ويخالفه فيه البعض.
إلا أن الأمر يختلف تماماً عندما يبدأ القارئ بتصفح فصول الكتاب أو يطلع على الفهرست فيتبين له أن المسألة أعمق بكثير لأن الكاتب عرف بتميزه باعتماد أسلوب الملاحظة والاستقراء والاستنباط والتحليل والربط ليصل الى الاستنتاج. ولعلّ هذا ما يميز أسلوب الكاتب العلمي عن الأسلوب الوصفي ولا أدلّ على ذلك من تناوله لحتمية الثورات العربية التي نشهدها اليوم بالعديد من مقالاته وافتتاحياته التي جمعها بكتابة الشهير عام 2003 تحت عنوان (البلطجي الأكبر وصبيانه الصغار - الجماهير العربية بين مطرقة الحقد الأميركو صهيوني وسندان أنظمتها القمعية).
وحتى لا نفقد القارئ متعة اكتشاف الحقائق التاريخية والسياسية والعسكرية الواردة بين طيات صفحات الكتاب سنكتفي بإلقاء نظرة سريعة على ما جاء في الفصول الخمسة للكتاب تاركين للقارئ الحكم بعد الاطلاع على مضمون تلك الحقائق التاريخية التي أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم في عالمنا العربي المترامي الأطراف والمتعدد الولاءات الطائفية والمذهبية والعرقية والعشائرية والنزعات الاقليمية. تلك الولاءات التي يتمترس خلفها من نصبوا أنفسهم حماة لها ليبنوا أمجادهم عليها وعلى تحالفات إقليمية ودولية سواء أكانت تكتيكية آنية أو استراتيجية بعيدة.
فبعد أن يقدم الكاتب الإهداء للشهداء والجرحى والأرامل والثكالى والأيتام ينتقل ليشير بمقدمته الى ثورة المعلوماتية التي انتقلت من عالم الونوغراف الى عالم الانترنت والفيس بوك ليشير الى الهوة الكبيرة التي نشأت بين الجيل العربي الصاعد المستنير وبين قيادات عفا عليها الزمن ثم ينتقل الكاتب ليقسم كتابه الى خمسة فصول وخاتمة وفهرست.
ففي الفصل الأول تناول نظريات السلطة في الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا وتعريف مصطلح الدستور وأنواع الدساتير.
وفي الفصل الثاني تناول الخارطة السياسية للوطن العربي من بداية القرن السادس عشر وحتى منتصف القرن العشرين كما تناول في هذا الفصل حال المشرق والمغرب العربي في ظل الخلافة العثمانية والأطماع الغربية والصراع الصفوي العثماني وحتم الفصل بنظرة على ما آل اليه حال المشرق العربي إبان الحرب العالمية الاولى.
وفي الفصل الثالث تناول نشأة الأحزاب والدساتير السياسية في رحم الاستعمار الغربي واستبدال دستور الإسلام بدساتير وضعية.
وفي الفصل الرابع تناول حال الوطن العربي منذ منتصف القرن العشرين وحتى اليوم فتحدث بداية عن حقبة الضياع ما بين التمسك بدستور الإسلام أو بالدساتير الوضعية كما تناول بإسهاب الانقلابات العسكرية الوطنية على الحكومات المدنية في خمسينيات القرن العشرين وظروف نشأة الحركات الوطنية ودور الاستعمار بظهور الأنظمة العسكرية ونمو الشعور القومي بعد الاستقلال كذلك تناول بوادر ظهور ملامح الدكتاتوريات العسكرية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي وكيف استمدت تلك الدكتاتوريات شرعية استمرارها من أمريكا و(اسرائيل) على بحور من دماء شعوبها.
وفي الفصل الخامس الذي حمل عنوان دكتاتوريات وفاشيات بداية ونهاية ومن خلال قراءة الكاتب للماضي ونظرته للمستقبل تناول في هذا الفصل الطبيعة الإنسانية وتطور المجتمعات الإنسانية من البدائية الى المدنية وحال العرب قبل ظهور الإسلام وكيف جاء القرآن كدستور جامع مانع كما تحدث الكاتب ملياً عن خلفية الصراع المذهبي الصفوي العثماني وكيف عظظ الغرب شهوة السلطة لدى بعض الأمراء المحليين ممن تحدث عنهم هذا الكتاب وفي مقارنة للكاتب بين نماذج للدكتاتوريات عبر التاريخ تناول دكتاتورية نيرون حارق روما وفاشية موسوليني ونازية هتلر وصولاً لانقلابات عسكرية حولت الملكيات الى جمهوريات والجمهوريات الى ملكيات ولكي يكون الكتاب كلاً متكاملاً لم يفصل الكاتب بين ملهمة الثورات (كومونة باريس) التي انتصر فيها عامة الشعب الفرنسي بالمناجل والعصي على الفقر والظلم والقهر وبين ثورات الشعوب العربية الحالية التي داست بأقدامها النظرية الميكافيلية وفي ختام هذا الفصل ومن خلال علم التحليل النفسي تناول الكاتب شخصيات الحكام العرب السيكوباتية منها والباراناوية ليختم هذا الفصل بحديث نبينا العربي الكريم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً بكتاب الله وسنتي) ففي ظل هذا الدستور ستلغى الدساتير الوضعية التي هيأت لوصول الدكتاتوريات العسكرية السيكوباتية ويحل محلها دستور العدل والمحبة والمساواة والتكافل. إقرأ المزيد