تشكيليون سعوديون اليوم (عربي/إنكليزي/فرنسي)
(0)    
المرتبة: 93,794
تاريخ النشر: 16/11/2011
الناشر: دار المحترف السعودي للنشر
نبذة نيل وفرات:تصنع وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية بين يدي القراء عموماً، ومتذوقي الفن المعاصر خصوصاً، ما يمكن أن يكون كتاب الساعة في الفن التشكيلي السعودي.
وقد رعت الوزارة هذا الكتاب منذ أن كانت فكرته جنيناً، ليواكب واحداً من المعارض الدولية التي ترعاها الوزارة، ويقدم المعرض الفن الطليعي في المملكة ...العربية السعودية، وهو أحد روافد الفنون المعاصرة.
وقد حرص المؤلف في هذا الكتاب المصاحب للمعرض، على تقديم الفنان الإنسان في صور فوتوغرافية عديدة، وهو في غمرة حياته اليومية وعمله الفني، فأضافت الصور إلى الكتاب جانباً إنسانياً ومناخاً حميماً وحيوية مشعّة، ففي الكتاب يتعرف القارئ إلى الفنان وإلى فنه معاً.
لقد أنجز الفنانون السعوديون أعمالاً تتسم بمضامين ومواضيع لا حصر لها، وأباحوا لأنفسهم أن يمضوا في تكوينات وأشكال هي أقرب إلى التجريدية، مستهلمين البيوت الشعبية والعمارة القديمة ووحداتها الزخرفية والهندسية بحسب المنطقة التي يعيشون فيها، ورسموا الأواني التي يستخدمها الناس في حياتهم اليومية، وعززوا من حياة الصحراء وتضاريسها كما في تجربة الفنان محمد السليم، وطقوس المدينة القديمة كما في أعمال طه صبان وفؤاد مغربل، واستلهموا الرقصات الشعبية كما في رقصة المجرور للرضوي التي تكشف حيوية بنائها على نحو يعزز الإحساس بإيقاع حركات الراقصين، ورهافة الإحساس الجمالي، واختاروا أجمل اللقطات فتنة وتعبيراً، ورسموا الخيل العربية كما عند كمال المعلم، وزادوا عليها رسوماً مثل وجوه النسوة والرواشين كما عند سليمان باجبع وبكر شيخون، وشيدوا منها متخيلاتهم الشاعرية.
وفضلاً عن ذلك، فقد اختصروا النخيل في سعفات معدودة، ورسموا الوديان وجداولها كما عند عبد الرحمن السليمان في أعماله المبكرة، وبالمحصلة فقد أنتج بعضهم بذائقته الحسية وتقنياته أعمالاً انتصروا فيها لروحانية الفن على ماديته حفاظاً على هويتهم وتقاليدهم المحلية.
إن إنشغال الفنانين في السعودية بفكر الفن التشكيلي لم يخرج عما كان عليه في أية منطقة عربية أخرى مجاورة، إذ اتسمت منجزاتهم الجمالية في الثمانينات بالمعطيات المتصلة بالموروث ومفاهيم تعزيز مصطلحات الأصالة والمعاصرة.
في بداية التسعينيات: بدت المواقف والإشكاليات الجدلية والخصومات بين الفنانين أكثر حدة في منتجاتهم، وتمثل بعضها في إيمان نفر غير قليل منهم بمسلّمة إنتاج مزيد من الأعمال التي تنتمي إلى الموروث، منغلقة على وعيها الفني والفكري، بينما فضل آخرون المضي بإتجاه طقوس مناصرة الحداثة وتياراتها الجديدة وإن بدت على إستحياء؛ أما اليوم فإن ما ينتجه الفنانون في السعودية ملتصق في جوهره بالتحولات والمتغيرات الجديدة.
إن هذا المعرض يستحضر تجارب فنانين تألقوا في التسعينيات، وتنتمي غالبيتها إلى التيارات الجديدة في الفن، التي ساهمت في إثارة كثير من الحوارات وردود الفعل المتباينة والإيجابية، وتحقق لبعضها أو أغلبها جوائز في مناسبات دولية هامة، وذلك بفضل الإنفتاح على بعض التيارات الجديدة والوعي الثقافي والجمالي بين المشتغلين بها من جهة، وبين المناهضين لها من جهة ثانية، وفضلاً عن ذلك، أدى حضورها إلى تعدد التجارب في الواقع المحلي وتنوعه. إقرأ المزيد