الحروف غير العاملة في القرآن الكريم الوصف النحوي والوظائف الدلالية
(0)    
المرتبة: 168,179
تاريخ النشر: 01/11/2011
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:يتأكد اليوم أمام الباحثين المنصفين أن التقسيم الثلاثي المتكلم الذي قال به النحاة العرب القدامى هو التقسيم الأمثل، لكونه أخصر أولاً، ولكونه أكثر إحاطة بأنواع الكلم: الإسمية، والفعلية والحرفية، فهذا التقسيم الثلاثي أولى من التقسيم السباعي لليونانيين القدامى، وأولى من التقسيم الثماني لتلامذتهم الرومان، إذ إن كل ما جعله هؤلاء ...قسماً قائماً برأسه زيادة على الإسم والفعل والحرف يمكن أن يرد إلى أحد هذه الأقسام التي قال بها العرب الأوائل، لا سيما أن هؤلاء النحاة العرب لم يكن اهتمامهم بالنظر في أقسام الكلام بوصفها وحدات لفظية في ذاتها، ومن ثم لم يحاولوا أن يشخصوها بأوصافها السكونية، أو بما تخالف بها غيرها من هذه الصفات - وإن لم يغفلوا أوجه المخالفة بينها - وإنما الذي كان يهمّهم بالدرجة الأولى هو كيفية تحصيل وظائف كل قسم من أقسام الكلم النحوية، والدلالية، والأسلوبية وتحقق هذه الوظائف داخل التراكيب اللغوية، ومعنى هذا أن النحاة العرب الأوائل قد جعلوا تقسيمهم الثلاثي الفذّ صادراً عن القسمة التركيبية للجمل المفيدة التي - يحسن السكوت عليها - على حدّ تعبيرهم، ثم قاموا بتحديد كلّ منها بالحدود الإجرائية التي قرروها وفقاً للأصول والقوانين التي تضبط تلك الجمل والتراكيب السليمة مع بين مدلولاتها الوصفية، فكلّ شيء يخصّ اللفظ بوصفه دالاً، أي موضوعاً للدلالة على المعاني، ولهذا فإنّ الحدّ الإجرائي قد استغلّ أكثر من غيره في تحديد ماهية اللفظ اسماً كان أو فعلاً، أو حرفاً، أما المعاني في ذاتها فإنّ تعاون النحاة والبلاغيين والمفسّرين العرب قد أتى أكلهُ في تحديد الوظائف النحوية، والدلالية، والبلاغية، والأسلوبية لكلّ قسيم من أقسام الكلم.
ومن هنا، يمكن أن نلحظ لعلمائنا العرب القدامى تميزاً لم يسبقوا إليه في أي درس لغوي أممي آخر، يتمثل - فيما يتمثل - بتفريقهم بين الحدّ اللفظي، والحدّ بالمعنى، فالأول عندهم أعني: الحدّ اللفظي إجرائي، وأما الثاني فأكثره وصفي، ومن هنا كثرت الحدود التي ذكرت لكلّ من الإسم والفعل والحرف، واختلفت بل تباينت أحياناً، ومع كثرتها واختلافها، وتباينها استطاع النحاة العرب أن يقرّروا أكثر من حقيقة علمية من ذلك. إقرأ المزيد