القدر في الفكر الصوفي (أطروحة ماجستير)
(0)    
المرتبة: 97,465
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: دار الفتح للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة المؤلف:شكلت مسألة القدر وعلاقته بالفعل الإنساني نقطة بحث استعرضتها جميع الأمم والشعوب، وقامت عليها مدارس فلسفية عديدة. فمنذ فجر التاريخ وجد من الأمم من اعتقد أفرادها بأنهم مسيرون أمام قوى الطبيعة، تفعل بهم ما تشاء. واستمرت فكرة الجبر هذه عبر التاريخ، وإن كانت قد اتخذت مع مرور الزمن شكلاً أكثر ...عقلانية من الاعتقاد الساذج السابق. وبالمقابل، ظهرت فكرة الحرية الإنسانية، أو الاختيار، كردة فعل طبيعية لمواجهة الاعتقاد السابق الذي يجعل الإنسان كالريشة في مهب الريح يحركه القدر كيفما شاء.
وقد شغلت هذه المسألة حيزاً من الفكر الإسلامي، بل وأصبحت بعض الفِرَق تُعرَّف بالنظر إلى رأيها في مسألة القدر وعلاقته بالفعل الإنساني، فهذه جبرية ، وتلك قدرية، وأخرى جبرية متوسطة. وكغيرها من المدارس الفكرية؛ فقد بحثت مدرسة التصوف مسألة القدر وعلاقته بالفعل الإنساني، وتطور بحث الصوفية للقدر مع مرور الوقت، وأصبح لهم مؤلفات خاصة تشرح تلك العلاقة بين القدر والفعل الإنساني. أما الصوفية الأوائل الملتزمون بعقائد أهل السنة فلم يبحثوا هذه القضية بحثاً فلسفياً، ولم يخوضوا في وضع المصطلحات والتعريفات للقدر، وإنما انصب اهتمامهم على بيان الأثر العملي المترتب على الاعتقاد بأن الله تعالى هو خالق أفعاله كلها، وتربية الإنسان على العبودية، والوصول به إلى مقامي التوكل على الله تعالى، والرضا بقضائه.
أما حجة الإسلام الغزالي الذي جاء بعد تطور الفكر الكلامي والفلسفي فقد استقصى بحث القدر من سائر جوانبه، فبحثه عقدياً وفلسفياً ومن منظور علم الأخلاق. أما الاتجاه الآخر من التصوف، وهو التصوف الفلسفي، فقد اعتمد في بحثه للقدر على فلسفة وحدة الوجود، وصولاً إلى أنّ الإنسان ليس له إرادة حرة مستقلة، وإنما هي جزء من إرادة الله عز وجل. وهذا البحث ما هو إلا محاولة للوصول إلى فهم سليم لمسألة الحرية الإنسانية من خلال دراسة هذه القضية عند مدرسة التصوف. إقرأ المزيد