الإطلاق والتقييد في النص القرآني قراءة في المفهوم والدلالة
(0)    
المرتبة: 61,944
تاريخ النشر: 01/12/2012
الناشر: دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يعدُّ النص القرآني من أخصب النصوص الإبداعية على وجه الإطلاق، بل هو أبدعُها إخصاباً وأخصُبها إبداعاً بلا مُنازع، ذلك بأنه يمثل رؤيةُ السماء ومنطقُها الأمثل في تشكيل الخطابِ على أساس داعي خصوصية مُنشيء الخطاب ومُرادِهِ فيه، إذ لما كان مُصدِّرُ النص مطلقَ الصفاتِ جاء هذا النصُّ مطلقاً على وفق ...صفاته - من حيث فقدان القدرة الإبداعية على مجاراته في الصياغة والبناء من جهة، ومن حيث وجود حَدِّ لتقدمِّ العقل البشري في إستظهار دلالاته من جهة أخرى، إذ أن الخطاب الرباني المتمثل بالتعبير القرآني لا يمكن لأيِّ عقل بشري - مهما اجتهد وتوغل عُمقاً في مداياته - أن يصل إلى كُنه مضامينه التي يريدها سبحانه فهو خارج عن نطاق قبضة الزمن، بيد أنه في الوقت نفسه يَسيرُ مع كلِّ زمن، بل يَسيرُ مع كلِّ الزمن ويصاحبُ كلِّ جزئية منه وكلِّ لحظة فيه.
ولما كان النصُّ القرآني قد صيغَ على أُسس اللسان العربي سواء من حيث إنتقاء اللفظ المناسب لمقامه في النص أو من جهة إختيار الوعاء الصرفي الذي يتفق والمراد العام لدلالة النص أو من ناحية توزيع المفردات بمهارة عالية على وفق الرابط التركيبي (النحوي) الناظم بينهما؛ فإنَّه - والحال هذه - يُعدُّ مشغلةَ العقول ومثارَ أنظار العلماء ومَهمةَ إنصراف مُتولِّعي النص، لهذا شغل المكانة الأسمى والأهمية المثلى في الدراساتِ الجامعيةِ، تحليلاً، وعرضاً، وتحديثاً.
وبهذا فإنَّ التمازج الأعظم بين (الأسلوب والمحتوى) الذي يتميزُ به التعبير القرآني، قد تجسدَ بمجموعةٍ من الظواهر القرآنية التي لا تكتملُ إذا دُرِسَت في نطاق الأسلوب فقط، ولا تبرزُ جمالياتُها إذا دُرِسَت في نطاق المضمون فحسب، فاحتاجت إلى منهجِ تكاملي في أدواته ورؤيته لدراسته على نحوٍ شمولي، للوصول إلى تذوقٍ خاصٍ لهذا التعبير عن طريقِ الغوصِ في أعماقِ تلك الظواهر، ومن أبرزها (ظاهرة الإطلاق والتقييد) التي تعدُّ واحدةً من الظواهر اللاتي لفتَتْ أنظارَ الباحثينَ والعلماءِ ومُنظِّري النص، بيدَّ أنَّهم لم يتوغلوا فيها بحثاً وتنظيراً لإعادة إنتاجها على مستوى النظرية والتطبيق، لتكون مورداً وأصلاً من أصول تحليل الخطاب القرآني خاصةً والبشري عامة يُرجَعُ إليه لإستشراف مضامين ذلك الخطاب وروعته البنائية.
من هنا، وقفت هذه الدراسة التي بين أيدينا عند تحليل ظاهرة الإطلاق والتعرُّف إلى أدواته اللفظية وصيغه التركيبية، بالإضافة إلى دراسة التقييد وتداعياته الدلالية على مضمون النص، وجدلية العلاقة بين المفهوم المطلق ودلالته وخصائصه، ومفهوم التقييد والمُقيَّد ودلالتهما وخصائصهما.
وقد تناولت الدراسة هذه المواضيع في أربعة فصول جاءت وفق ما يلي: الفصل الأول: "مفهوم المطلق"، الفصل الثاني: "الأدوات النحوية واللغوية للإطلاق ودلالالتها القرآنية"، الفصل الثالث: "مفهوماً التقيد والمُقيَّد"، الفصل الرابع: "أدوات التقييد". إقرأ المزيد