الإضافة النوعية القرآنية مراجعة نقدية في سفر التكوين
(0)    
المرتبة: 34,466
تاريخ النشر: 04/10/2011
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:ما إن يعرض موضوع المقارنة بين الأديان، حتى يتبادر إلى الأذهان البحث عن ما هو الدين الصحيح والكتاب الصحيح؟ وما هي النواقص والعيوب الموجودة في الدين الباطل والكتاب المحرف أو المزوّر؟ وذلك لكون كل واحد من أصحاب الأديان المختلفة، وتنحصر هذه الدراسة في تناول الأديان الإبراهيمية الثلاثة: اليهودية، المسيحية ...والإسلام، له مجموعة من الأفكار المسبقة عن مخالفيه، تجعل دينه وكتابه هو الأصح، وكتب مخالفيه وأديانهم باطلة ليست على شيء.
من أجل ذلك، بالنسبة كهؤلاء، فقد كانت المقارنة بين كتب اليهود والنصارى من جهة، والقرآن الكريم من جهة ثانية، أما لبيان ما اقتبسه محمد صلى الله عليه وسلم بزعمهم من كتب اليهود أو النصارى القانونية أو المخفية، وكيفية، أيضاً حسب زعمهم، تصوفه فيها وتشويهه لها وإضافة عناصر من الثقافة العربية إليها... هذا إن كان الدارس يهودياً أو نصرانياً، أو لبيان التحريفات والتزويرات والتناقضات التي قام بها وأحدثها أهل الكتاب في كتبهم مقارنة بما جاء به القرآن الكريم المصحح والمهيمن على ما سبقه إن كان الدارس مسلماً.
غير أن الباحث في دراسته هذه والتي جاءت تحت عنوان "الإضافة النوعية القرآنية" لن يسلك نفس طريق الفريقين، لكونه على يقين بأن ما جاء به الأنبياء وسجلته الكتب المقدسة والقرآن الكريم، لا يمكن تجاوزه ولا نسخه، وأنهم عليهم السلام ما جاؤوا لينقضوا ولا ليبطلوا، وإنما ليصدق بعضهم بعضاً وليكملوا، وليبيّنوا ما اختلف فيه الناس، أو متهموه فهماً خاطئاً، أو إلتبس عليهم الحق فيه بالباطل، أو نسوه ولم يذكروه، أو أراد الظالمون أن يخفوه، وغير ذلك من الأعراض البشرية التي نتعرض لها المعرفة ويتعرض لها الدين.
ويضيف الباحث بأن مهمة المرسلين جميعاً ومهمة خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم كانت في الأساس تصديقية تؤكد مهام الرسل السابقين، وتؤمن عليها، كما تنبه إلى العيوب والأخطاء والإختلالات التي وقعت وتقع من الناس في التعامل مع كتاب الله تعالى، وأن تلك التنبيهات ليست خاصة باليهود والنصارى، بل هي تشمل المسلمين أيضاً، بإعتبار القرآن الكريم... وكذلك الكتب المقدسة قبله، يقدم منهجاً متكاملاً لتعامل الإنسان مع الذكر قديماً وحديثاً وعالمياً ودائماً.
لقد عالجت الكتب المقدسة المواضيع المختلفة التي تناولتها بأساليب مختلفة، كان للقصة الدور الأبرز فيها، وجاء القرآن الكريم وسار على نفس المنهج في إستعمال الأساليب المختلفة في معالجة مواضيع الدين، وكذلك كان للقصة دور كبير وأساسي في هذه المعالجة، غير أن القرآن الكريم في معالجته لهذه القصص كان يقدّم رؤى جديدة وإقتراحات مفيدة، يتطرق من خلالها إلى مدارسة إشكالات ثقافية وفكرية وتصورية وإعتقادية وسلوكية مختلفة، تتخذ من جسد القصة مادتها لتنفذ إلى أعماق النفس الإنسانية، وتكشف عن السنن التاريخية، وتبين أسرار الإجتماع الإنساني، وقواعد السلوك والعلاقات بين الناس، على المستويات المختلفة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية.
وبذلك كان للقرآن الكريم قراءته المختلفة الجديدة التي سماها "التلاوة بالحق"، لنفس القصص المتداولة بين الناس في زمن النزول، والمشكلة لعقلياتهم وثقافاتهم وتصوراتهم للعالم والغيب والإنسان، ومن خلال هذا التقديم، كان القرآن الكريم يقوم بمراجعته النقدية، ليشفى الناس من أمراض ثقافية، وعقد نفسية وإجتماعية جماعية، استبدّت بهم حيناً من الدهر، وأرهقتهم كثيراً، وليؤكد على المكتسبات الإنسانية التي أسس لها رسل الله من قبله، وتصديقاً لما بين يديه وذلك كما جاء في سورة يوسف الآية [111] (وتفصيل كل شيء وهدىً ورحمة لقوم يؤمنون).
ومن أجل وضع الأمور في نصابها، وجعلها منسجمة مع السنن الثابتة في الخلق والأمر، ليحقق الإنسان بهذا الإنسجام المهمة التي خلق من أجلها وهي الإستخلاف في الأرض والإستمداد من السماء، وبهذا فإن هذه الدراسة إنما تمثل محاولة لتقديم رؤية واضحة عما أضافه القرآن الكريم من إضافات نوعية إلى المعرفة الكتابية اليهودية والنصرانية على ضوء مراجعة نقدية من سفر التكوين.نبذة الناشر:"تبيّن هذه الدراسة الإضافة النوعية التي أتى بها القرآنعلى ما جاء في سفر التكوين، بدءاً من خلق الكون والإنسان، ومروراً بقصّة ابني آدم، ونوح، وإبراهيم، والأسباط، وانتهاء بقصة يوسف.
ويرى المؤلّف أن القرآن قدّم قراءته الجديدة التي سماها ""التلاوة بالحق""، للقصص نفسها المتداولة بين الناس في زمن النزول، والمشكِّلة لعقلياتهم وثقافاتهم وتصوراتهم للعالم والغيب والإنسان. كما قام القرآن بمراجعته النقدية وقدّم اقتراحات مفيدةتنفذ إلى أعماق النفس الإنسانية، وتكشف عن السنن التاريخية، وتبيّن أسرار الاجتماع الإنساني، وقواعد السلوك والعلاقات بين الناس، على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها." إقرأ المزيد