تاريخ النشر: 14/07/2011
الناشر: دار الفارابي
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:القرآن الكريم، الكتاب الخالد والعهد الجامع لكل كتاب ورسالة سابقة من الله تعالى، كان دليلاً ومرشداً، وسجلاً لثورة عامة، بدأت بشخص واحد هو محمد صلى الله عليه وسلم وبضع آيات من سورة العلق ممدوءة بكلمة ((إقرأ)) وحباً من عند الله تعالى إلى خاتم النبيين والمرسلين.
والقرآن الكريم إلى هذا يحمل ...رسالات الله عزّ وجلّ الجامعة إلى البشرية جمعاء، وإلى يوم الدين كما قضى الله تعالى، والقرآن الكريم، الذي يضم بين طياته رسالة الله تعالى، إنما يحمل الأمانة إلى الإنسان المؤمن والسلم، والمسؤولية إلى الأمة الإسلامية في كل عصر ومصر.
وفحوى هذه الرسالة عمار حياة الإنسان في الدنيا حسّياً وروحياً، مادياً ومعنوياً، وتحقيق السعادة والحياة الطيبة، فوق هذه الأرض المدحوة، وخير ثواب الآخرة؛ فالدنيا خلقت لنا، ونحن خلقنا للدنيا والآخرة، فأين المسلمين من حمل هذه الرسالة المقدسة إلى أمم الأرض بنقائها وصفائها، بمبادئها وقيمها، بخيرهما وبساطتها؟ بل، أين المسلمين من تأويلها، أي هم من تأويلها، أي تطبيقها، والأخذ بها عملاً وممارسة، نظاماً وحكماً، سلوكاً وأخلاقاً، وعلماً وتقدماً، ومثالاً وقدوة حتى يكونوا بمستوى الأمانة المعهودة لهم من الله تعالى، والعرب الذين بعث فيهم رسول الله، ونزل بلغتهم القرآن الكريم، أولى الأمم بالتبليغ والإنذار والتبشير.
فالقرآن الكريم هو هذا الكتاب الفريد في تاريخ الحضارة البشرية، والذي كان الشغل الشاغل تفسيراً وتأويلاً على مدى العصور، فكان هناك نتاج معرفي ومقاربات علمية وفكرية تراكمت عبر التفسيرات للقرآن الكريم، كما والسير النبوية، والأدب الفقهي التي هي الآن بحاجة، وكما يرى المؤلف، إلى غربلة وتمحيص وإلى مزيد من البحث والدراسة لتجديد ما هو تقدمي وبنّاء في الأدب والفكر القرآني بالذات وإهمال ما تجاوزه العلم والمعرفية.
فالمسلمون، أيضاً وكما يرى المؤلف، بحاجة إلى التركيز والنظر إلى القرآن الكريم من مناظر المعارف، والعلم الحديث والمعاصر، وإلى ما هو مطروح من نظريات وأفكار وإتجاهات وآداب في الزمن المعاصر.
والعودة إلى القرآن الكريم كوعاء ثوري لا مثيل له، وكمال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أراد العلم فليثور القرآن" وتثوير القرآن يبدأ من تنظيره وتدبره.
من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي ينحو المؤلف من خلال نحو نظرية قرآنية يتناول من خلالها وعلى ضوء الآيات القرآنية، وضمن فكر معاصر المواضيع التالية: المنهج الشهادتي، الملك لله تعالى، مفهوم المال في القرآن الكريم، حول المشكلة الإقتصادية، الطبيعة المسخرة، ما عون الإنتاج، العمل المنظم، في نظرية القيمة، الإنفاق القومي، معالم الجماعية، الربا.
وبعد ذلك يمكن القول بأن المؤلف يحاول من خلال بحثه هذا الإبتعاد عن الموروث السلفي في إستشفافاته وتأملاته التفسيرية هذه، من خلال فكر إسلامي معاصر له إجتهاداته التي تتعايش مع الواقع الإنساني المعاصر فكراً وروحاً بالإستناد إلى ما جاء في القرآن الكريم في مثل تلك المواضيع. إقرأ المزيد