جملكية آرابيا أشرار الحاكم بأمره، ملك ملوك العرب والعجم والبربر، ومن جاورهم من ذوي السلطان الأكبر
(0)    
المرتبة: 48,470
تاريخ النشر: 30/06/2011
الناشر: منشورات الجمل
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"كل الحكاية بدأت بكتاب انفتح على الخوف، وانتهى في قلب النار، قبل أن ينام نهائياً في عمق لغة مكسوة بالزغاريد، تشبه الصراخ والخوف قليلاً... لست مهماً، أنا راوي الصدفة، وراوي الصدفة معذور لأنه لا يقول في النهاية سوى مشاهداته ومكاشفات من عاشرهم من القوالين الذين لم يبق منهم في ...عصرنا الحالي الكثير، في ظل مخابر البحث المتخصصة في شأن الشر وتاريخهم، ربما كنت النادرة في هذا الزمن الذي غرُبَ، أو هو بصدد الأفول، ماسحاً في مسالكه كل الأيادي البيضاء والرمادية والمعتمة، التي صنعته، ما سأحكيه قد لا يصدقه الناس بالبساطة المعهودة، لأن يقع في صلب ليلة الليالي، وفي حواشيها، وخارج الحساب الزمني، وميزان الكسور والثواني والدقائق والساعات والأيام، وربما السنوات أيضاً وحتى القرون، ولأن الليلة ثقيلة إذا انبنت عليها شعلة الموت والأمل، لا يحكيها إلا من غُسِل بلهيبها من قريب أو بعيد، ومن غمس في رذاذ رمادها، وقُمّط بأشلائها التي انجلت مع الفجر الأول للحياة، وحتى من احترق بنارها التي سمّاها الأولون من الأخيار بنار الجنة لأنها لم تحرق الأخضر واليابس، ولكنها هدمت سور الخوف، وكلّ ما تصلب وأصبح حطباً جافاً يصلح لأن يكون طعماً للهب المقدس.
في تلك الليلة... بدت بلاد أرابيا غريبة كأنها تصحو من كابوس طويل، كان الناس في عمق الدهشة، ما يزالون يمضغون مرارة ممزوجة بفرح عميق وبعلامات حلم لم يتمّ أبداً، وبأسئلة معذبة سرت في الدم كالنار في الهشيم: كيف كنا عبيداً على مدار عشرات السنين، وربما القرون المتهالكة التي ربت فينا حاسة الذلّ لدرجة أن أصبحت سادس حواسنا؟ كيف قبلنا أن نضع أحلامنا وأجسادنا في ظلّ الحكيم، الحاكم بأمره، سيّد آرابيا وسلاطين السلاطين، وملك ملوك العرب وأفريقيا والبربر، ومن جاورهم من ذوي السلطان الأكبر، كما يشتهي أن يصف نفسه؟ كيف صمتنا على يد قاتلة، كانت في كل لحظة تضغط على الأعناق بكل ما أوتيت من إيمان وقوة، وكنا نختنق ونموت في كل ثانية عشرات المرات، وعندما نفتح أعيننا بين الغفوة والغفوة، نجده يتلمس وجوهنا ويدفئنا بإبتسامته التي خسّرتنا آخر ما تبقى فينا من رجولة وشجاعة الأجداد، خسرت بعض ملامحي، قلبي تعطل جزءه الأيمن... هشاشتي إقرأ المزيد