الحذف التركيبي وعلاقته بالنظم والدلالة بين النظرية والتطبيق
(0)    
المرتبة: 91,813
تاريخ النشر: 18/08/2010
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة الناشر:إنَّ المتفحص للنظام النحوي يجد أنَّه يتأزر مع النَّظم الشعري بوسائل مختلفة، تسهم في ترابط أجزاء الجملة؛ ومن ثَمَّ النَّص كله، تاركاً وراءه قضايا تركيبية، تتبلور فيما يسمى بفاعلية المعنى النحوي الدلاليّ.
وإذا كانت اللغة المنطوقة تفصح لنا عن كثيرٍ من السمات التعبيرية للغة العربية في قضاياها المختلفة لدى متحدثٍ ما ...في فترةٍ ما، باعتبارها قسيماً للغة العربية المكتوبة، فإنَّ اللغة المكتوبة أيضاً تكشف النقاب عن السمات التعبيرية، التي تتميز بها لغتنا العربية في فترة ما، وذلك من خلال ما عَبِّر به القدماء عمَّأ يخْتلج في صدورهم، سواءٌ أكان المُعبَّر به شعراً أم نثراً.
وإذا كانت كل لغةٍ من لغات العالم لها نظامٌ وبناءٌ تكون طوعاً له، وقواعد متفقٌ عليها على المستويات كلَّها، فإنَّ البحث في منهج القدماء، وبخاصة القضايا التركيبية، وبيان دورها في النَّظم، وربطها بالدلالة ضروري؛ لبيان أصالة الدرس اللغوي عند العرب، والخروج ببعض السمات التعبيرية التي يمكن أن تعمَّم في فترةٍ ما على نثرها أو شعرها.
وإن كان هذا الأمر يظهر بوضوح في الشعر، حيث يخالف الشاعر نظام اللغة العادية في بعض الأحيان متخذاً نظاماً جديداً؛ ابتغاء تحقيق دلالةٍ ما، ترتبط بالسياق أو إستقامة الوزن وتصحيح القافية؛ ومن هنا كان إعتراف النحويين بأنَّ ما يحتمل الشعر غير ما يحتمله النثر مع مراعاة أنَّ يكون التعامل مع ما يحتمله الشعر على أنَّه من خصائص لغته، لا من ضروراته؛ ومن ثم طُرْح هذه التسمية: "الضرورة".
فالشاعر قد يستخدم قيماً إستبداليةً مختلفةً على مستوى الكلمة والجملة - وما يهمُّنا في هذا الكتاب ما كان على مستوى الجملة - وقد يحذف عنصراً ما من عناصر الجملة، وربما ترتب على هذا الحذف تعدد لوجوه الإعراب، وقد يزيد عنصراً آخر أو يقدِّم كلمةٌ ما ويؤخِّر أخرى في اتجاه القافية، والهدف قبل كل ذلك خدمة المعنى، وهو الأمر الذي يؤدى إلى تفاعل المعنى النحوي الدلاليّ، ومن ثم كانت القدرة على إمتلاك ناصية الشعر في كيفية انعقاد التراكيب وبناء الجمل. إقرأ المزيد