معركة غزة... تحول استراتيجي في المواجهة مع إسرائيل
(0)    
المرتبة: 335,332
تاريخ النشر: 11/04/2011
الناشر: مركز دراسات الشرق الأوسط
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:يأتي كتاب "معركة غزة ... تحول استراتيجي في المواجهة مع إسرائيل" ضمن سلسلة الندوات رقم (57)، وهو نتاج ندوة علمية عقدها المركز عمان بعنوان "معركة غزة ... ماذا بعد؟!" بتاريخ 15-16/2/2009، ويحمل هذا الكتاب بين دفتيه روافع استراتيجية للفكر والتخطيط العربي في ميدان المواجهة مع المشروع الصهيوني، حيث شارك فيه ...سياسيون وباحثون وأكاديميون مختصون من مختلف الأقطار العربية.
ويعد الكتاب إضافة نوعية مهمة في دراسة مراحل الصراع العربي- الإسرائيلي وتطوراته، لما جاء فيه من توثيق للحرب التي عجزت إسرائيل بقوتها العسكرية عن تحقيق أهدافها المتمثلة بالقضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وإعادة هيبة الردع للجيش الإسرائيلي، ورغم أن الكثير من اتجاهات الحراك السياسي العربي والفلسطيني الرسمي حاولت القفز على المعركة لاعتقادها أن ذلك سيحمّلها عبئاً ثقيلاً على الصعيدين السياسي والعسكري، إلا أن المعركة حصدت انتصارا للمقاومة، الأمر الذي أدى إلى إعادة النظر بعملية السلام، وبطبيعة الصراع وفلسفة إدارته وتوازنه، إضافة إلى العديد من الأسباب التي تطرق إليها الكتاب.
تناول الكتاب ثلاثة فصول رئيسية، جاء الأول "البيئة السياسية والاستراتيجية للمعركة وموقعها في الصراع العربي- الإسرائيلي" موضحاً أن الحرب لم تكن متكافئة بين خصمين متساويين، وهذا ما منح المقاومة فرصة تغيير بيئة الصراع وشروط اللعبة، إضافة إلى استحداث منهجية استراتيجية وسياسية جديدة لدى المقاومة أدت إلى تغيير جذري في مؤشرات نجاح أو فشل أي معركة محتملة.
كما وأشار هذا الفصل إلى أن الشعور الذي تملك الجمهور الإسرائيلي العريض حدد موقع المعركة في عملية الصراع، وهو أن الأهداف الرئيسية التي طرحت من قبل المؤسسة السياسية والعسكرية الاسرائيلية لم تعكس الأهداف الرئيسية التي تطلعت إليها أساسا، وهذا ما أدى إلى حدوث فجوة كبيرة بين ما تروج له تلك المؤسسات وبين الشعور العام المهيمن على الجمهور الإسرائيلي العريض، وذلك لأسباب عدة وقف عليها الكتاب، على رأسها فشل إسرائيل في تحقيق ما كانت تطمح إليه في المعركة من ناحية نجاح المقاومة من خلال المكاسب التي حققتها للقضية الفلسطينية خلال ثلاثة أسابيع، وهو ما يعد أكبر بكثير مما حققته السلطة الفلسطينية منذ سنوات.
وجاء الفصل الثاني في الكتاب "إدارة المعركة لدى الجانبين، سياسياً وميدانياً وإعلامياً" ليناقش طبيعة المعركة السياسية وآثارها على الحرب، ودورها في التوصل إلى وضع سياسي جديد، حيث إن التحولات المتوقعة على الوضع السياسي بشكل عام، سواء على صعيد أطراف الصراع العربي - الإسرائيلي أو على صعيد العلاقة مع المجتمع الدولي، إنما تنبع من نتائج المعركة السياسية والعسكرية ومدى قدرة الأطراف على توظيف هذه النتائج لمصلحتها، فرغم أن حركة حماس صمدت سياسيا وميدانيا وكسبت تعاطفا وتأييدا شعبيا، إلا أن المعركة عمقت الانقسام الفلسطيني وكشفت تراجعا في الموقف العربي الجماعي الذي بدا واضحا في مؤتمري الدوحة والكويت، ومن جهة ثانية تطرق الكتاب إلى الأبعاد العسكرية للعدوان، وذلك بالحديث عن طبيعة الحرب ومتغيراتها العسكرية والأمنية، وأنماط إدارة الحرب والتحول في الأهداف، وأبعاد المعركة الإعلامية واتجاهاتها، حيث أيقنت إسرائيل بعد مضي ثلاثة أسابيع من بدء العدوان أن أهداف هجومها باتت مستحيلة التحقيق، فقررت وقف العدوان والتراجع عن الهجوم، وإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، وركزت في المقابل على التشكيك في تحقيق المقاومة للإنتصار، وتحميلها مسؤولية أي حرب قادمة ستنشب، إلا أن الإعلام العربي لعب دورا مهما في تأسيس الوعي بثقافة الانتصار، وطي ثقافة الهزيمة، وذلك استنادا إلى التحول في المعادلات الراهنة التي خلفتها المعركة.
وتحدث الفصل الثالث "أبعاد المعركة وانعكاساتها الداخلية والخارجية" عن التفاعلات داخل إسرائيل ومفاجآت الحرب، والانعكاسات الاستراتيجية على عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين داخليا وخارجيا، كما قدم تصورا عن التفاعلات الإقليمية والدولية بعد المعركة، وانعكاسات هذه المعركة على مستقبل الضفة الغربية والعلاقات بين الأطراف الفلسطينية.
وأكد الكتاب على أهمية أخذ العبر، خاصة فيما يتعلق باستثمار الانتصار والاستعداد لأي جولة قادمة، مع التركيز على أهمية إدارة المعركة السياسية بحكمة وقوة تمنع إجهاض الانتصار الفلسطيني، وتمنع محاصرة المقاومة أوالحد من قدرتها على التسلح، وكذلك لمنع العدو من تحقيق انتصارات سياسية لأهداف لم يتمكن من تحقيقها بالحصار أو بالعدوان.
وانتهى الكتاب بتقديم توصيات ومقترحات عملية للتعامل مع نتائج المعركة وتداعياتها، وأهمها مواجهة الهجمة الإعلامية الانهزامية التي تحاول أن تقزّم انتصار المقاومة، والتخلي عن مسارات التسوية التي لا فائدة منها إلا إطالة أمد الاحتلال، وضرورة دعم تمسك حركة حماس بموقفها القاضي برفع الحصار العربي والدولي عبر قطاع غزة وفتح كافة المعابر، وضرورة دعوة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى الاستفادة من درس غزة بأن إسرائيل دولة ترتكب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب ضد الإنسانية، وأنها دولة عاصية بمفهوم القانون الدولي، ولذلك فإن على المجتمع الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي أن يُعيد النظر بانحيازه إلى إسرائيل. إقرأ المزيد