الفضاء الشعري عند الشعراء في العصرين الجاهلي والإسلامي
تاريخ النشر: 15/04/2011
الناشر: دار الحامد للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:لقد أصبحت دراسة بعض المفاهيم الجزئية التي تهتم بالنص الشعري من وجهة معينة، فلسفية مثيولوجية وأسطورية امرأ شائعاً في عصرنا الحاضر، ولعل من أهم تلك المفاهيم الجزئية التي نالت اهتماما خاصا من الباحثين، مفهومي المكان وأنماطه والزمن ودلالاته، الذين يعتبران من اهم المفاهيم التي برزت في الدراسات الحديثة، بعدما كان ...الاهتمام الأول منصبا على المكـان والزمان كل منهما بشكل منفرد، اذ أصبح الفضاء الشعري يضطلع بموقع خاص ومتميز، ينهض بالنص بشكل إجمالي، فهو يتناول الكل النصي من مختلف اتجاهاته، لإيضاح خباياه ومقاصده، يجري فيه المعنوي والمادي في آن معا.
يعني هذا إن لكل عنصر من عناصر الفضاء أهميته ودوره الفاعلين في تشكيل بنية النص الشعري، فالمكان يدخل عنصراً مهماً في تشكيل بنية ذلك النص من خلال قراءة الإيديولوجيات التي يحملها باث النص، فضلا عن علاقته بالإنسان لكونه يعد انعكاسا لسلوكه، ولا يقل الزمان أهمية عن سابقه فهو يمثل العنصر التشكيلي للنص بما يضفيه عليه من طابع حركي يسهم في تحقيق فنية النص وجماليته، فضلا عن أثره في سلوك الإنسان، نظرا لطبيعته العدائية لكونه حاملا للموت والغربة والفناء.
على إن البحث لم يخل من صعوبات يأتي في مقدمتها صعوبة فك عنصري فضاء اللصوص الشعري (الزمان والمكان) اللذين هما وجها لعملة واحدة، مراعاة للمنهج الأكاديمي المتبنى الذي لولاه لما شاهد البحث فصلا بينهما، إيمانا منه من إن الزمان والمكان ظرفان يعيش الإنسان في إطارهما ويمارس حياته في ظلهما، إذ إن كل أفعاله لا يمكن إن تقع إلا في زمان ومكان معينين، وقد انسحب ذلك إلى أدبه بصورة خاصة فما دام الأدب يعتمد على إشكال ومفاهيم تؤطره وتمنحه هويته، فأن ذلك لم يتحقق إن لم يكن الأدب مرتبطا بزمان ومكان.
ومن الصعوبات الأخرى، ارتباط مفهوم الفضاء الشعري بقطبين مختلفين هما (الفلسفة والأدب) في آن واحد، وان انزلاق البحث نحو احدهما دون الآخر يخرجه من صلب دراسته وأساسها، لذا اعتمد البحث على الأول في تفسير الآخر وتحديد أبعاده واظهار ادبيته.
ولعل هاتين الصعوبتين من جملة صعوبات الكتاب كانتا وراء اختياري لموضوعه، يضاف إليهما سببٌ أخر في عملية الاختيار يتمثل فيما يتمتع به اللصوص في العصرين الجاهلي والإسلامي من اختلاف في الرؤية للمكان والزمان التي أخذت توحي بدلالات تختلف نوعا ما عما توحي به دلالات أمكنة وأزمنة الشعراء من غير طائفتهم.
وقد اعتمد المؤلف منهجاً يقوم على التحليل الفني للنص الشعري الذي يحتكم الى معطيات النص في التحليل والتأويل مستفيدا من ربط الظاهرة باصولها النفسية والاجتماعية الخاصة بالشاعر والفضاء الذي ينتمي اليه. إقرأ المزيد