الديموقراطية الثورية ؛ كيف بنيت أميركا جمهورية الحرية...
(0)    
المرتبة: 10,141
تاريخ النشر: 30/03/2011
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:لم يتوقف توماس جيفرسن عن النشاط السياسي والتشريعي والحقوقي على مدى أربعين عاماً تضاها في العمل السياسي والعمل العام، بداية من تمثيل ولاية البيمارلي في عام 1769 حتى تنحيه عن منصب رئيس الولايات المتحدة الأميركية في عام 1809، وهو التاريخ الذي استمرت بعده كتاباته السياسية حتى وفاته في عام ...1826.
ولقد شبّ جيفرسن على كلاسيكيات الأدب والفن، وتميز في دراسته ليصبح مشرعاً وحاكماً وسفيراً ووزيراً للخارجية ونائباً لرئيس الجمهورية وأخيراً رئيساً للولايات المتحدة الأميركية على التوالي، وهو الأمر الذي أعطى كتاباته طابعاً أدبياً، فلسفياً، تاريخياً، تشريعياً، سياسياً، رياضياً، تميزه بأسلوب فخم في بلاغته، شديد التعقيد والتشابك بحيث يتطلب الأمر من قارئ جيفرسن نوعاً من السلاسة تؤهله للكشف عن مغزى نصوصه الذي يكمن في جنس أدبي أحياناً، وفي ثقافات ودروس من التاريخ أحياناً أخرى.
وإلى هذا، فإن كتابات جيفرسن هي كتابات رجل سياسة محنك، بالغ الدراسية، في الوقت ذاته، بأصول الفلسفة وشؤون الإنسانية عموماً، فمن قراءة المرء لكتابات جيفرسن التي تتضمن في ما تتضمن، إعلان الإستقلال، ومسودة دستور فرجينيا والولايات المتحدة الأميركية، ونصوصاً خاصة بالتمثيل والإنتخاب في البرلمان والكونغرس، ونصوصاً تتعلق بالحريات الفردية والفكرية والعقائدية، وحرية الصحافة وحريات السود والملونين، وأخرى تتعلق بالتعليم والمعرفة والتجارة وحيازة الممتلكات، إلى جانب العلاقات الدولية وأسس القانون، والعلاقات بين السكان الأصليين والجدد ونشر الحضارة في المجتمع؛ بالإضافة إلى نظام تقسيم الولايات إلى دوائر... إلخ.
يتصرف إلى الأسس والمبادئ الأصلية التي قامت عليها الولايات المتحدة الأميركية بما تمثله من تعددية، وديموقراطية، وقبول الآخر، وحرية، وتجانس مجتمعي يستقي عناصر تكوينه من الإختلاف، وتجسد كتابات جيفرسن الحلم الأميركي بكل ما ينضمننه من صورة أميركا بوصفها بوتقة "تنصهر فيها الإختلافات وتتعدد فيها المشارب من دون أي طغيان لجنس على آخر أو دين على آخر، وهو الأمر الذي جعله يضع نصب عينيه، دائماً، مبادئ الحرية والعدالة بين المواطنين ومفاهيم الحقوق والواجبات ودورها في المواطنة.
ولكن، وعلى المقلب الثاني، فإن شخصية هذا الإنسان، كما كتاباته تحمل التناقضات في طياتها، مما قد يعدّ أغلاطاً تاريخية بمفاهيمنا اليوم، فمن يقرأ نصوص جيفرسن عن العبودية والملونين والسكان الأصليين والمرأة، على سبيل المثال لا الحصر، يكشف وجهاً آخر قد يسميه البعض بالعنصرية أو الذكورية أو الإنتهازية، وكما تقول محررة النسخة الإنكليزية هناك تناقض واضح، مثلاً، في قبول جيفرسن معاهدة بيعة لويزيانا المبرمة في عام 1803 وأسس الدستور بالقدر الذي يجعل من الأخير كأنه باطل؛ بل إن جيفرسن نفسه الذي يؤمن تماماً بالحريات الشخصية وحقوق الأفراد، كما يتضح من كتاباته المختلفة، قد يناقض نفسه عن عمد أحياناً، إذا كان في ذلك مصلحة لدولته.
ومهما يكن من أمر، فإن لهذا الكتاب أهميته، إذ أنه وفي ظل الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة على علاقتها بالقرب والولايات المتحدة الأميركية خاصة، يستطيع القارئ والباحث ومن خلال تمعنه للكتابات جيفرسن، يجد فيها أسس قيام تلك الدولة وإستمرارها وما يمثله الحلم الأميركي في صورة لأميركا بوصفها بوتقة تنصهر فيها الإختلافات وتتعدد فيها المشارب من دون أي طغيان لجنس على آخر أو دين على آخر، كما يجد فيها أسس حياد تلك الدولة عن المسار المحدد لها سابقاً أحياناً (مثلما في علاقتها بالعرب والمسلمين اليوم)، وحتى توحشها لتصبح القوة الإستمعارية الجديدة أحياناً أخرى.
بل يمكن القول إن الإزدواجية المذكورة أعلاه هي الإزدواجية نفسها التي تعاني منها فئات من مهمّشي المجتمع الأميركي اليوم (برغم تعديلات الدستور الخاصة بحقوق السود مثلاً)، وهي الإزدواجية نفسها التي تميز الدور الأميركي في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي القائم حالياً.نبذة الناشر:أيّ أسس قامت عليها أميركا؟ وأي رؤىً زرعت بذور التقدم الحضاري والمدني، وقدّمت صيغة متطورة لإنسان المدينة الجديدة؟
في كتاب توماس جيفرسن "الديموقراطية الثورية" أطروحات رجل دولة.
نصوص ومسوّدات، ورسائل كتبها لقياديين أوروبيين وشركاء في تحقيق استقلال الولايات المتحدة من الاحتلال البريطاني، طارحاً أفكاراً في السياسة والاقتصاد والتشريع وآراءً في الحريات والأخلاق تبقى على مدى أكثرمن قرنين من الزمن شيئاً جديداً تحت الشمس. إقرأ المزيد