محنة الفكر الديني مفكرو الإصلاح في القرن العشرين بين انسداد الأفق ورهان الإنفتاح
(0)    
المرتبة: 26,827
تاريخ النشر: 30/03/2011
الناشر: المكتبة البولسية لبنان
نبذة نيل وفرات:في هذا الكتاب يقدم الباحث والمفكر اللبناني المعروف "جوزيف معلوف" قراءة نقدية وموضوعية للفكر الديني المسيحي عبر التاريخ، ملقيا الأضواء على مفكرر الإصلاح الأوروبيين في القرن العشرين، في محاولة لتشخيص محنة الفكر الديني في أوروبا، وتأثيره في المجتمع المعاصر.
أما السؤال الذي يطرحه الكتاب: كيف بدأ الإصلاح؟ ما ...هو دوره في "تفكيرك" الكنيسة الكاثوليكية، من جهة وما مدى إسهامه المباشر أو غير المباشر في نشر العلمانية في أوروبا؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة عبر دراسة مفكرو الإصلاح في الغرب منذ القرن الثامن عشر حتى العشرين مثل: مارتن لوثر، أدولف فون هارناك، إرنست ترولتشر، فكر كارل بارت، فريدريخ غوغارتن، إميل برونر، باول ألتهاوس، ردولولف بولتمان، هايدغر، إيبلينغ وارنست فوكس، فكر بونهوفر، أوسكار كولمان، إرنست كيزيمان، فولفهارت باننبرغ وآخرون.
يقول الكاتب "... بدأت محنة الفكر الديني عمليا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر فالصراع لم يعد مسألة داخلية بين الكاثوليك والمصلحين فحسب، بل مسألة جوهرية تطول صميم الدين ومصداقيته في العمق. فبدأت ترتسم في أوروبا صورة جديدة للمجتمع لم تكن معهودة من قبل: المسيحيون من جهة، والعلمانيون من جهة أخرى. في ضوء هذه الصورة، أضحى الخطاب الديني خطاباً غريباً عن الواقع الحياتي، إذ خف وقعه على المجتمع، بحيث لم يعد يؤثر إلا في قلوب الذين لم يدخلوا بعد في عقلية الحداثة، على حد تعبير دعاة العلمانية في أوروبا. هذا الواقع الجديد أرغم المسيحيين على الإنطواء على ذواتهم وعلى عيش إيمانهم في "الخفاء"، وعلى اتخاذ مواقف متشنجة من الشعارات والأفكار التي أطلقتها العلمانية، في أغلب الأحيان ...".
تأتي أهمية الدراسة من كونها تنظر إلى جملة من التحديات العلمية، والوجودية، والإجتماعية التي بات على الفكر الديني إيجاد حلول لها، معظم اللاهوتين الذين تمت دراستهم في هذا الكتاب يجمعون على وجود محنة دينية عميقة ومصيرية في المجتمع الأوروبي، إذ بات الخطاب المسيحي، على حد تعبيرهم، خطاباً باهتاً .. تنقصه الحيوية والإبداعية .. لذلك ينبغي للاهوتيين – برأي الكاتب – أن يعيدوا النظر في كل ما كتبوه عن الله، لأن اللغة مهما سمت، تبقى عاجزة عن التعبير عن الله وسموه. من هنا ضرورة إنفتاح المسيحية الدائم على النقد، على الرغم من محنة الفكر الديني الدائمة، كي تبقى هذه الديانة في نماذجها المتعددة قادرة على التجدد والتأثير في التاريخ. إقرأ المزيد