بونا هكتور المطران اسطفان هكتور الدويهي صفحات مبعثرة في سرة منزهة
(0)    
المرتبة: 244,328
تاريخ النشر: 21/03/2011
الناشر: دار الفارابي
نبذة نيل وفرات:قبل سيامته، أدرك أن الكنيسة تستحق أن يخدمها بكل ما أوتي من عقل وقوة، لأنها سر الله الأعظم على الرغم من حدودها البشرية، لقد أقدم على الكهنوت سعيداً راضياً مندفعاً، مملوءاً بنعمة هذين الإكتشاف والإقتناع، وظل على هذا الرأي طول حياته، على الرغم من التجارب والإغراءات، يقوده ذلك القبس ...من النور الذي أشعله والده في صوره منذ الصغر.
الإيمان وحده حال دون أن ينجرف في عملية رفض كلية، الكهنوت زاده إحساساً بالمسؤولية، فلم يصل إلى التحريض والإبتزاز، كان يدعو إلى الإصلاح في العمق، لم يكن يدعو إلى الثورة بمعنى إقتلاع كل شيء لإستبداله بإيديولوجيا لا يعرف أن تقود المجتمع، راح يبث الأفكار التغييرية، وأمام إصرار السلطة على تجاهل فاتيكان الثاني، كان لا بد من أن يجد طريقة، فكان ملف "كنيستنا على المحك" ولم يتردد...
وعلى هذا الأساس يجوز وضعه في سياق محتجين ومعترضين ومصلحين كثر ظهروا في نهاية القرن التاسع عشر، واستمر تأثيرهم في النصف الأول من القرن العشرين، عاش الزغرتاويون مرحلة البونا هكتر، كأنها ومضة ضوء، لحظة وعي استغرقت عقداً كاملاً 10 سنوات مدة طويلة اختزلت بلحظة.
منذ لحظة وصوله آتيا من روما ليمارس مهامه كخوري رعية لإهدن - زغرتا وهو في قلب كل شيء، يحاول أن ينتشلهم من أجواء الجريمة التي تذلهم، وتأكلهم، وتحولهم إلى جبناء؛ من هذا الحطام الديني والإجتماعي، كان عليه محاولة أن يعمّر شيئاً ما، أو أن يعيد بناءه في القلوب والنفوس والعقول، أولاً، عليه أن يساعد الناس أن يشيدوا شخصياتهم المبعثرة، أن يجمعوا شظاياها المتناثرة بين المقابر والمتاريس، والكنائس، بين اهدن - زغرتا وطرابلس وبيروت والمهجر، أن يلملموا عائلاتهم، أن يبعثوا فيها روح الإيمان والرجاء.
في هذا المجتمع الزراعي التقليدي وصاحب العادات التي لم تتغير منذ عقود وربما منذ قرون، وسط هذا الزحام الذكوري الإستعراضي، كان عليه أن يجرهم جرّاً، وأن يغتصب عقولهم، أحياناً، كي يتغيروا، ولو قليلاً، كي يواكبو التحولات الهاجمة على لبنان والمنطقة، هذا هو شغله الأساسي، إيمانه العميق أنه إذا تمكن من أن يجنبهم شرّ الخروج على الكنيسة، فقد يحتفظون بمقعد ولو صغير، في الوطن الذاهب إلى تحولات خطيرة، وبخطوات واسعة.
إنها سيرة المطران اسطفان هكتور الدويهي التي تروي سيرة إنسان مخلص كانت أمنيته الملهمة أن يعيش حياته في صلب الحقيقة والكرامة الإنسانية، لهذا السبب احتلت اهدن - زغرتا صميم نضاله، وحين أبعدوه عنها كان كل شيء لتقطيع الوقت، ما عدا عمله في الليتورجيا، ونقلها بصدق إلى لغة المهاجر، بدأ بالإنكليزية، وهم يتابعون باللغات الأخرى، كان يعرف أنه لن يعثر على الحلول السحرية للمشاكل المستعصية في مدينته؛ لكنه كان واثقاً من أنه يبذر البذار الحسن، الذي سيعطى المواسم الجديدة...
هكذا استطاع المطران اسطفان هكتور الدويهي قلب معادلة اهدن - زغرتا أرض الإمتثال والثأر بمعادلة اهدن - زغرتا أرض الغفران والتسامح، والعدالة، ومطالبة الدولة بتطبيق القانون.
لقد تابع جورج فرشخ سيرة المطران اسطفان بتفاصيلها التي كانت بمثابة وقائع حية تؤرخ لهذا المطران الذي عمل كثيراً وإستطاع قيادة رعيته إلى أفضل ما تتوق إليه النفوس في حياة ملؤها الإيمان والإطمئنان.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إلحاق هذه السيرة بملحق للصور. إقرأ المزيد