تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: فراديس للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"وللكذب رجال" رائعة الروائية السعودية "سارة العليوي" هي قراءات لحالات إنسانية أنثوية تقرع بها الروائية الأجراس، وتضع يدها على الجرح، جرح نساء لا ذنب لهن سوى أنهن خلقهن في مجتمع ذكوري، قائم على تبعية المرأة للرجل.
تأتي أهمية الطرح الذي تقدمه "سارة العليوي" من كونه يرصد ظاهرة مجتمعية قائمة لا ...يمكن التغافل عنها فهي تشكل خطراً مستفحلاً في النسيج الإجتماعي للمجتمعات العربية، وخصوصاً الإسلامية التي ابتعدت في تعاملها مع المرأة عن تعاليم الدين الحنيف ومبادئه القائمة على الرحمة والإحسان، وتشبثت بالقشور والتقاليد التي شكلتها بنية مجتمعية لا تتلاءم وواقع المرأة اليوم، وخصوصاً في عصر الإنفتاح على الآخر.
سحبت خيوط الرواية أحداث كثيرة برعت فيها الروائية بحبكة روائية مشوقة وأسلوب سردي متسلسل لشخصيات الرواية وإستعراضها لهذه الشخصيات نساءً ورجالاً مثل داليا، البندري، سلطانة، وليد، سيف... التي لعبت دوراً جوهرياً في تجسيد صورة المجتمع وتناقضاته، بسلبياته وإيجابياته: التسلط - العناد - الغضب - الخوف...
ربما تكون الروائية بتقديمها لعدة حالات تحاول إلقاء الأضواء على الإعوجاجات والتناقضات في بنية المجتمعات التقليدية وثقافتها التي حددت للمرأة سلفاً دورها في الحياة، فأرادت أن تصرخ وتقول لا بدلاً من جميع نساء الأرض وأناهم المكتومة ونداءاتهم الصامتة.نبذة الناشر:أتعبتها الأفكار فكبحتها فوراً، رفضت أن تفكر في عبد الرحمن هذا، فهي سيدة متزوجة وليس من المقبول أن تفكر في شخص آخر حتى وإن كانت تعاني في حياتها مع زوجها التعيس هذا، اغمضت عينيها، وكأنها أرادت النسيان والإبتعاد عن كل هذه الهواجس المقلقة والمزعجة!...
أما وليد فقد بدأ في تهيئة الأجواء الملائمة للشروع في شرب الكحول، يسلي نفسه بها لتشغله عن حياته الرتيبة هذه، شرب حتى أصبح ثملاً تماماً، وجد قدمية تخطوان نحوها، جلس على الأرض بجوار السرير، يمعن النظر إليها بصمت، ظل هكذا كاليتيم المسكين، شعرت به كيف لا وتلك الرائحة النتنة تفوح منه، أحست بأن أنفها يكاد ينفجر من هذه الرائحة البغيضة، تذكرت بأن إجازته الأسبوعية تحين غداً، أنهما اليومان اللذان تكرههما شهد بشدة، فتحت عينيها بخوف، وجدته يتربع على الأرض بجوارها، إعتدلت وسألته:
وليد وشفيك جالس كذا؟...
تبي شي!...
لم يجبها وكأنه كان يغط في سبات عميق، بعينين مفتوحتين، فعاودت الإستفسار:
وليد، أنت تعبان؟...
هنا أمسك يدها بحركة مباغتة لم تتوقعها، ضمها إلى وجهه وأخذ يجهش البكاء كالطفل... إقرأ المزيد