تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: دار الأمير للثقافة والعلوم
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:من يعرف محمد تقي شريعتي الأب يعرف علي شريعتي الإبن، فالسيد محمد تقي شريعتي أستاذ ومجاهد كبير، مؤسس (مركز نشر الحقائق الإسلامية) في مشهد، وواحد من بناة الحركة الفكرية الإسلامية في إيران.
وقدم على مدى أربعين عاماً خدمات جليلة في الدعوة والإرشاد المنطقي والعلمي للدين بشكل يواكب التقدم العصري، وكان ...في مقدمة صفوف الذين دأبو التوعية الشباب الخريجين الجدد، للعدول عن المفاهيم الغربية الخاوية والمادية الجوفاء، والتمسك بالإسلام الذي يضمن نور الحياة.
يقول علي شريعتي بهذا الصدد "لعل فكرة تعيين القرآن الكريم والرجوع إليه كمحور أصلي للبلاغ والبحوث الإسلامية والشيعية، وإيجاد مذهب خاص في تفسير القرآن الكريم في السنوات الأخيرة، مرهونة إليه إلى حدٍّ كبير".
إن التأكيد على تأثير الأب محمد تقي على الدكتور شريعتي يأتي من هنا، وهذا يساعد على التعرف على الأبعاد المختلفة لحياة شريعتي، لقد كان مؤمناً بالتوحيد بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ومفكراً يشعر بالمسؤولية الإجتماعية، ولم يتخلّ عن مسؤوليته هذه أبداً، وقد إستطاع أن يبرهن، رغم تفشي الجهل، كيف أنه سخّر كل من حياته ومطالعاته وعمله وحتى عائلته، لخدمة هدفه وإبلاغ دعوته.
لقد منح كل وقته للجهاد والنضال والإرشاد على أمل أن يحرر هذا الجيل المنسي واللاواعي من الحيرة والهذيان الذي يرفل فيه، لم تكن لشخصية ونشاط شريعتي أهمية بقدر ما كانت لمؤلفاته وأفكاره، تلك المؤلفات التي سجلت على أشرطة تسجيل لكونه قد ألقاها ضمن محاضراته، أو ملاحظاته التي كتبها أثناء التدريس، فتم طبع ونشر عشرات الآلاف من النسخ من كتاباته ومقالاته، تلقفتها الأيدي الشابة لتتابع بإشتياق ولهفة الإطلاع عليها؛ مما تركت أعمق الأثر في قلوبهم.
إن كل ما كتب أو قيل من قبل الدكتور شريعتي كان نابعاً من الصدق والإيمان، لذا تراه يحظى بالإقبال الكبير لدى الجميع، وفي نظرة عابرة لمؤلفاته المثمرة والتي يضمها هذا الكتاب يتبين بأن شريعتي لم يكن يؤمن بالأعمال السطحية والظاهرية.
ومن هنا، فقد تمكن بواسطة قلمه المقتدر وأسلوب بيانه الفصيح أن يعبّر عن أعمق الأفكار الفلسفية وأعقد الموضوعات العلمية والإجتماعية فيصوغها مفهومة للسامع والقارئ، أما الإنسان المتعصب فهو وحده الذي لا يقبلها، ولكن قد يكون هناك شيء من الإبهام والإستعارة واللغة الرمزية والتعمق في الكلمات، ومثل هذا يولد الريبة والشك لدى بعض الأفراد ممن يفكرون بصورة سطحية وهامشية، ومثل هذا الأمر جعل بعض الأفراد - ضيقي الأفق - يواجهون كتابات الدكتور شريعتي بإعتراضاتهم.
ومن ناحية أخرى، على الرغم من أن نظرياته تتسم بطابع الدعوة للتمسك بالدين، إلا أن كتاباته تضمنت سبل المعرفة والأسس الفلسفية والتاريخية - وأسس علم الإجتماع بصورة واضحة، مستعيناً على ذلك بالعمل والإنعكاسات الدائمة للديالكتيكية.
وطبقاً لوجهة نظر شريعتي يمكن القول بأن التفكير الصحيح مقدمة للمعرفة الصحيحة، والمعرفة الصحيحة مقدمة للإعتقاد، وأن توفر هذه الميزات الثلاث في الضمير الواعي واليقظ، وفي أية حركة، من الناحيتين العلمية والنظرية، يوصل إلى الكمال.
عندما تكون العقيدة سطحية ويكون الإيمان سطحياً أيضاً دون وعي، فسرعان ما تتحول هاتين المزيتين إلى ضيق الأفق وتبعية العمياء للخرافة، وتصبحان حجر عثرة أمام بناء المجتمع: فبدون التحول العقائدي لا يمكن أن يحدث أي تحول عميق في المجتمع، ففي عصرنا الجديد الذي ظهرت فيه تحولات عديدة يستلزم أن نوجد تحولاً فكرياً وعقائدياً.
إن المعرفة الصحيحة للإسلام تأتي على طريق فهم فلسفة التاريخ وتستند إلى التوحيد وعلم الإجتماع حول الشرك، وهي مؤشر للحقائق الإجتماعية، لقد أسس الدكتور شريعتي أسس علم إجتماع إسلامي واقعي ذا أبعاد مختلفة، وكان رائداً في ذلك، وإن مؤلفاته هذه تأخذ بيد القارئ والباحث للمضي بعيداً في عمق فكر هذا المفكر النابغ. إقرأ المزيد