تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: دار الفكر اللبناني
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يسير العمل في هذه الرسائل "رسائل ابن رشد الفلسفية" في خطى تحقيق وضبط رسائل ابن رشد التي هي رسائل من فئة الجوامع الفلسفية، وكل رسالة في هذه المجموعة هي مستقلة عن الأخرى وهي: "السماع الطبيعي"، "السماء والعالم"، "الكون والفساد"، و"الآثار العلوية"، و"النفس" والرسائل تلخص رأي أرسطو في المجال الطبيعي ...أو النفسي أو الماورائي؛ لكنها إباّن عرضها للرأي تُقَارَنْ مع رأي الشرّاح وبعض من مشائية المسلمين، تعلّق وتُدْخِلْ أحياناً آراء فلكية وطبية استَجَدّت على أرسطو، بل إن ابن رشد يعمد أحياناً إلى عرض آرائ من سبق أرسطو ويقارنها مع من لحقه، كما أنه ينتقد أحياناً قليلة رأي أرسطو معقباً بأفكار جديدة من عندياته.
وقد عمد المحققان إلى جعل المجموعة على أربعة أجزاء، أولها: السماع الطبيعي، ثانيها: السماء والعالم، الكون والفساد. ثالثها: الآثار العلوية. رابعها: كتاب النفس. تناولت الأجزاء الثلاثة الأولى المتعلقة بالرسائل الجانب الطبيعي وتركيب الموجودات في استنادها إلى عنصرين: المادة والصورة، وتركيب الموجودات في استنادها على عنصرين: المادة والصورة. والمادة برأي ابن رشد تمشياً مع أرسطو هي كما قال في "السماع الطبيعي": "الموضوع الأقصى لجميع الكائنات الفاسدات، ليس فيه شيء من الفعل أصلاً دلاله صورة تخصّه". فالمادة بهذا المعنى مبدأ هيولاني لا وجود له بذاته بل بالصور التي تتعاقب عليه. ومن هذه المادة تحث الموجودات الأولى أو الاسطقسات الأربعة: النار والماء والهواء والتراب. ثم يتصف بكل منها إحدى الطبائع الأربعة: الحار والبارد والرطب واليابس، ثم يستند إليها إحدى الحركات الطبيعية الأولى، وهي من فوق إلى تحت ومن تحت إلى فوق، وهما حيزان مطلوبان في هذه العناصر، كما جاء في رسالة "السماء والعالم". ومن ثم تحدث الأجسام المركبة عن الأجسام البسيطة. وينتج التركيب من فعل الكيفيات الأولى المضادة السابقة الذكر. فالثقل والخفة والصلابة واللين والتخلخل والكثافة واللطافة والغلظ والقحل واللزوجة والخشونة والملامسة هي الكيفيات المنتجة كما صرح في رسالة "الكون والفساد". إذ أنها تدرك بالحس، منها ما هو فاعل ومنها ما هو منفعل. الفاعل كالحرارة والبرودة، والمنفعل كالرطوبة واليبوسة.
أما كيف تحدث المركبات عن الأجسام البسيطة؟ فالجواب واحد عند أرسكو وابن رشد معاً، إنه الاختلاط، والاختلاط بينهما يكون تبعاً لمقادير الاسقطسات التي تدخل في تركيب الأجسام. والكون يتجلى في غلبة القوى الفاعلة على القوى المنفعلة. هي المادة بخواصها كسبب أقصى للتحريك والفعل لا بد أن يوجد إلى جانبها الصورة والغاية؛ "لأن الغاية الأولى في الكون هي الصورة" كما جاء في رسالة "السماع الطبيعي". وكأن الطبيعة هنا أشبه بالصناعة حيث يعمل الاثنان من أجل الصورة، إذ لو كانت الصورة من أجل المادة لبطل الفاعل وخلّ مبدأ الصدفة في الطبيعة. وهذا الرأي يجرّ إلى علاقة الاسطقسات بالجرم السماوين إذ أن علاقتهما بمثابة الهيولي من الصورة. إنها استعداداً وقابلية لتلقي صور المركات تحت تأثير حركة الأجرام السماوية. وهكذا تنتهي سائر الحركات في الكون في عالمي الأرض والأجرام السماوية إلى محرك أقصى هو الفلك المحيط أو السماء الأولى، الذي يتحرك من تلقائه حركة دورية أزلية لا يلحقها الكون والفساد. وهذا دليل أرسطوي محض.
ثم إن عالم الطبيعة يتعلق بعالم الأحياء، والأخير يسير في تركيب مواده ومسار هذا العالم. إذ أن الأجسام المتشابهة منها ما يتركب عنه شيء آخر كالمعادن ومنها ما يتركب عنه ليصير آلياً كما يحدث في أجزاء الحيوان والإنسان، كما جاء في رسالة "الآثار العلوية". كما أن للآثارالعلوية كالشهب والأمطار والزلازل أثراً في تركيب الأجسام البسيطة وغير البسيطة من بين الأمور الجزئية أو المركبة. ولعلّ هذه الرسائل الأربع المتعلقة بأبحاث الطبيعة مهّدت لأبحاث موضوعات الحيوان والنفس التي تركها ابن رشد. أما الرسالة المتعلقة بالنفس فقد توزعت عند ابن رشد على قوى النفس التقليدية التي أوردها أرسطو. وقد ضمّت الرسالة الفقرات الأساسية المعروفة في قوى النفس، هذه النفس الواحدة في الموضوع المتعددة القوى.
أما بالنسبة لعملية التحقيق فقد جرى تمّ: 1-ضبط آيات القرآن، 2-ترجمة للأعلام، 3-وضع عناوين فرعية وتقسيم الفقرات وترتيبها بحيث يسهل على القارئ فهم هذا المضمون الصعب، 4-تصنيف مواضيع الرسائل ضمن صنفين: صنف يتعلق بالعلم الطبيعي، وآخريين، في النفس وما وراء الطبيعة بالإضافة إلى ذلك كله تمّ تقديم للأجزاء كل على انفراد كما تمّ إلحاق كل جزء بفهارس للمصطلحات والأعلام والمحتويات. إقرأ المزيد