عالم المخدرات بين الواقع والخيال الخادع
تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار الفكر اللبناني
نبذة نيل وفرات:بين الترجسية المجروحة حتى الأعماق والعجز الكياني الشامل يمتد مدرج كبير يمارس فيه المدمن لعبة الطيران الدائمة، وفي الطيران كما في الإبحار حلم بشري قديم مغرق في الغواية وفي الرغائب المشبوهة للوصول والتواصل والسيطرة.
والمدمن العاجز يحلق كل يوم في سماء المخدر فيحقق حلم أجداده القدماء في عالم متخيل-فعلي، وعندما ...يغادر السماء إلى الأرض، يقع كعباس بن فرناس مهيض الجناح دون أن يبلغه الموت. فيستنهض الهمم الخاوية إلا من الوهم، ويحلق بجناحيه المهيضين من جديد, وعندما يغادر السماء إلى الأرض مدة أخرى وعندما يستيقظ من سباته وخدره ونومه، لا يرى سوى أجنحته المتكسرة المتخلعة أكثر فأكثر، فيملأ كيانه الهم المقيم ويعادوه اكتئابه الحميم، ويعاود التحليق من جديد. وبين التحليق والسقوط يتثاقل عالم النشوة واللذة ويتباطأ شيئاً فشيئاً، وفي عملية التباطؤ والتثاقل تصغر الأحلام وتتضاءل الرؤى ويتقزم الكون، وشيئاً فشيئاً تدب البرودة في الجسم.
عن عالم المخدرات يتحدث هذا الكتاب الذي بين أيدينا في محاولة للتعريف بهذا العالم وللتعريف عليه في آن معاً. فيتطرق بداية لتعريف المواد المخدرة ولتصنيفها، ولمفهوم الإدمان وتعريفه ولمفهوم التعود عليه ,تعريفه. بعد ذلك يتوقف عند أنواع المخدرات فتحدثا عن كل نوع على حدا وعلى آثاره فيتحدث عن المخدرات المسكنة والمنبهة والمهلوسة (الأفيون، المورفين، والهيرويين، المنومات، حبوب الهلوسة، الحشيش، الكحول، الكوكايين) وفي مرحلة لاحقة يتوقف عند مجموعة المنبهات الخفيفة (الصغرى) مثل التبغ، الكافيين، النيوفيلين، التبوبرومين، القات) محدداً مضارها وأخطارها وتأثيراتها النفسية والجسدية، ولما كان للإسلام رأي خاص عن المخدرات فقد توقف المؤلف عند هذه النقطة مبيناً موقف فقهاء المسلمين دعامة المسلمين من المتعاطي والتعاطي نفسه، بعد ذلك يفرد باباً خاصاً لأسباب تعاطي المخدرات وللأشكال العلاجية للإدمان وللمراقبة الدولية للعقاقير وهنا يتوقف المؤلف عند الاتفاقيات والبرتوكولات المعقودة لمراقبة العقاقير.
وبالنظر لأهمية موضوع تاريخ المخدرات فقد أفرد المؤلف لهذه المسألة باباً خاصاً تحدث فيه تاريخ كافة أنواع المخدرات وأساليب استعمالها، وعن الدور الذي تلعبه في ازدياد عدد الجرائم في المجتمعات. إقرأ المزيد