ديوان الأبوذية الجزء العاشر
(0)    
المرتبة: 129,831
تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: المركز الحسيني للدراسات
نبذة نيل وفرات:مهما كتب المرء أو تحدث عن واقعة الطف الأليمة، يجد أنه لن يستطيع إيفاء هذه الواقعة المأساوية، وهذا المصاب الجلل حقه، ولم يستطع إيفاء أولئك الفتية الذين قطعت رؤوسهم وحملت على الرماح من كربلاء إلى الكوفة إلى الشام، بعد أن حزّت في يوم دام أليم انتهى بمصرع الحسين (عليه ...السلام) وأبنائه وإخوانه وأصحابه وسبي نسائه وأخواته وأطفاله، لم يستطع إيفاءهم ولو بعض حقهم، بعد أن تركوا المال والعيال، وضحوا بالغالي والرخيص دفاعا عن الدين والعقيدة، ودفاعا عن إمامهم المظلوم، ولسان حالهم يردد أن لو قتلنا وقطعنا يفعل ذلك ألف مرة لو تركناك أيها الإمام العظيم.
فما أصغر الكلمات أمام التضحيات، وما أصغر الحروف أمام الدماء، وما أصغر الألفاظ أمام بذل الغالي والنفيس.
وفي محاولة لإدراك بعض هذا الحق، تبارى الكتاب في الكتابة عن تلك الواقعة الأليمة، فألفوا الكتب تاريخا وسيرة، ودونوا المقالات بحثا وتحليلا، كما تبارى الأدباء في الكتابة عنها نثراً، ولكن كان للشعر قصب السبق في هذا المضمار، فامتلأت دواوين بقصائد عصماء، رثاء، ومديحا، ووصفا لحال الواقعة والأسر، ناهيك عن ملاحم شعرية ما زالت حتى يومنا هذا شاهدة على دور الشعر في تدوين واقعة الطف.
ويسجل هنا أن الشعر الشعبي أو الدارج كان منافسا للشعر الفصيح، وربما بزّه في هذا المجال، إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أنواع الشعر الدارج الكثيرة في أقطار العالم العربي وألوانه المتعددة.
ومن أبرز ألوان الشعر الدارج (الأبوذية) الذي له سماته المميزة، وجماليته التي لا تخفى على أحد، فالقصيدة مكونة من أربعة أبيات، تنتهي ثلاثة أبيات منها بقوافٍ متماثلة كتابة، لكنها مختلفة في المعنى، أما البيت الرابع والأخير منها، فينتهي بكلمة لا بد أن تنتهي بالحرفين (يه).
وفي هذا الجزء العاشر من أجزاء الأبوذية من دائرة المعارف الحسينية، حيث يواصل الشيخ محمد صادق محمد الكرباسي عرضه للأبوذيات التي نظمت في الإمام الحسين (رضي الله عنه) خاصة أو في واقعة الطف عموما، فبعد أن صدرت تسعة دواوين منها يطل هذا الجزء، وهو ديوان الأبوذية الجزء العاشر، حاملا في جعبته العشرات من الأبوذيات الحسينية لشعراء معاصرين أو لشعراء راحلين، ويعد هذا الجزء وما قبله من المستدركات على الأجزاء السابقة عليهما متبعا فيها المؤلف حفظه المولى القاعدة نفسها في سائر دواوين الأبوذية من ذكر للشعر ناظم الأبوذية، ومن ثم شرح مفرداتها ومعاني تلك المفردات بشكل سلس وجميل مع ذكر الغرض من نظمها. إقرأ المزيد