المدينة العربية - حلب في العصر العثماني (من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر)
(0)    
المرتبة: 199,891
تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: وزارة الثقافة السورية
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يأتي هذا الكتاب من تأليف المستشرق الفرنسي "أندره ريمون" مدير المعهد الفرنسي بدمشق في فترة السبعينات، والذي كان له الفضل في تدشين سياسة الإنفتاح الثقافي وولادة الدراسات التاريخية التي ركّزت على سجلات المحاكم، لفهم تاريخ المدن العربية على نحو أفضل. لذلك، جاء هذا العمل المتميّز يدشن طريقة للبحث تجمع ...بين دراسات السجلات ومراجعة مصادر أخرى، مخطوطة ومطبوعة، حيث نتعرف من خلالها على التاريخ الإقتصادي السياسي لواحدة من أكبر المدن العربية – حلب – في الفترة العثمانية. وهو الموضوع الرئيسي في هذا الكتاب، فضلاً عن أن مؤلفه قد أضاف نصاً جديداً عن المسيحيين في حلب، وانتشار جاليتهم، وأساليب اندماجهم في المجتمع الحلبي.
يطل هذا الكتاب على الأنشطة الإقتصادية، وشبكة الطرق المدينية، وأسلوب حياة الناس وسلوكهم الإجتماعي، أضف إلى ذلك أن الكاتب كرّس مقالاً لديموغرافية السكان والفئات الإجتماعية في حلب، ويدرس في مقال آخر الأسباب الإجتماعية – الإقتصادية التي تكمن وراء الصدامات التي قامت بين الأشراف والإنكشارية.
أما سحر التاريخ وعبقه يتجلى عندما نتعرف من خلال هذا العمل على أماكن الأنشطة الإقتصادية في الأبنية العامة والخاصة، كالخانات والأسواق القديمة لمدينة حلب، ومكان إقامة بعض الفئات الإجتماعية، فضلاً عن إشارات تدلنا إلى اثر التجارة الدولية والإقليمية والمحلية في توزيع الأنشطة الإقتصادية، ونمط المبادلات الإقتصادية بين المدينة والريف.
يلاحظ أيضاً، أن "أندره ريمون" قد أبرز الدور الذي كانت الأوقاف – الخيرية والأهلية – تؤديه في بنية المدينة العربية، وهكذا فإن الخانات كانت – في معظمها – أموال وقف، وكان دخلها يعود إلى الأنشطة الدينية والثقافية، حيث أنها باستقطابها للتجارة الدولية، تؤدي دوراً هاماً في نمو المدن وتمركز الثروات ولا سيما تجارة (الحرير والبن)، كما حصلت الأنشطة الحرفية المحلية على التشجيع ولاسيما صناعة (النسيج)، وكان إنتاج هذه الأنشطة يسيطر على أسواق عديدة داخل الأمبراطورية العثمانية، وخارجها أيضاً.
تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يستعرض آراء مجموعة هامة من المستشرقين في المدينة العربية في الفترة العثمانية والنظرة إلى الإسلام بصفته ديناً شاملاً ومؤسساً لجميع جوانب حياة الشعوب المنضوية تحت لوائه، مما يحدد كلياً للقارىء جميع الظواهر التي تتجلى في حضارة الشعوب الإسلامية. إقرأ المزيد