تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: بيت العلم للنابهين
نبذة نيل وفرات:لا نعرف كتاباً، على مدار التاريخ، نال من الحظوة والعناية والتأثير، ما ناله القرآن العزيز، حتى ليمكن القول: إن من وجوه إعجاز القرآن كثرة ما كتب فيه وعنه، وعمق تأثيره في حياة الناس منذ أن ظهر وإلى أيامنا هذه.
وبديهي أن تكون عناية المسلمين بهذا الكتاب العظيم، عناية تناسب مكانته ...في نفوسهم، وقد وصف القرآن نفسه بآيات عديدة تحثَ الناس على تفهمَه والتفكَر فيه.
وبهذا نشأت العلوم العربية حول القرآن فكان مركز دائرتها ومحور موضوعاتها، كاللغة والنحو البلاغة والنقد والتفسير وغيرها. فلقد أدرك الواعون من علماء التراث منزلة القرآن الكريم، ووجوب تعلَمه وتعليمه. مما كان له تأثير في نفوسهم، بحيث لا يخلو تراث أي عالم منهم من جهود تصب في هذا التيار القرآني المنبعث من ذات النص بعيداً عن تدخلات البشر. ولقد لحظنا في بيئة اللغويين لتوجهاً خاصاً يتمثل في الإستفادة من آيات القرآن العظيم في فهم المعاني اللغوية للألفاظ، على سبيل الإسترشاد والإستشهاد.
ومن هؤلاء العلماء أحمد بن فارس الذي وجد عنده نهجاً خاصاً في تفسير القرآن العزيز، نهجاً ينبني على نظر صاف إلى النص القرآني، في التبين والإستبانة. وهكذا تابع المحقق تراث هذا العالم في كتبه المتبقية للآن، بعد ان ضاع الكثير من تراثه الثرَ، ومنه ما يتعلَق بتفسيره الشامل للقرآن الكريم –مثل كتاب (جامع التأويل) أو (جامع التفسير) الذي يقع في أربعة مجلدات بحسب أوصاف القدماء له –ما يمكن أن يشكَل رؤية تفسيرية ذات نفع لمن شاء أن يفهم القرآن الكريم إعتماداً على نصَ آياته ودلالاتها. لذا عكف المحقق على ما تبقى من تراث إبن فارس، وعلى وجه الخصوص كتبه (مجمل اللغة) و (مقاييس اللغة) و(الصاحبي في فقه اللغة) وهي أشهر المتبقي من آثاره، واحفلها بآيات القرآن الكريم، أستخرج منها تفسيره للقرآن سواء ما كان معدوداً في الجانب النظري. إقرأ المزيد