تاريخ النشر: 29/06/2010
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع، مكتبة السائح
نبذة نيل وفرات:في هذا الكتاب يتحدث الدكتور "صالح عضيمة" عن المسؤولية في شعر الشاعر وكتابة الكاتب، ويتخذ من قراءته لديوان الشاعر "بدوي الجبل" وما كتبه "أكرم زعيتر" في مقدمة الديوان اساساً يبرهن من خلاله قراءته النقدية لتلك المرحلة التي عاش فيها الشاعر وعلاقته بالمستعمر الفرنسي فيقول: "وهذه هي كلمات كاتب المقدمة ...بعينها، أذكرها كما حررها في الصفحتين الثامنة والتاسعة من مقدمته: "فلما ثار الزعيم العلوي الشيخ صالح العلي على الفرنسيين، وأخذت الحكومة الفيصلية تظاهر المحركات التمررية، واتفق الرأي، ابتغاء التوثيق والتنسيق، على الإتصال بالشيخ الثائر في مقره الجبلي، رشح رشيد طليع لمرافقة الوفد فتانا محمداً لنجابته ولمنزلة أبيه". وهنا يدحض المؤلف هذه المقولة ويقول: "إن أحداُ لم يكلف البدوي هذه المسؤولية، ولم يرسحه لعقد صلةٍ بين فيصل بن الحسين وبين حركة الشيخ صالح في عرينه الجبل الباذخ...".
يتكأ الكاتب في دحضه لهذه المقولات على وثائق هامة يبرهن من خلالها على صحة ما يقوله، إضافة إلى هؤلاء الناس "الذين عاشوا البدوي في حياته الأولى(...) فلم نكتب هنا خبراً واحداً لم نطمئن إلى صحته وسلامته، ولم نأت على سرد أيَ حديث ما لم نكن قد سمعناه من هؤلاء ومن غيرهم...". أما عن رأيه في قصائد البدوي فيقول: "لا تتعدى أن تكون بضاعة يحملها على ظهره ويطوف بها في سوق البيع والشراء، وليست متصلة بطبعه ولا نافذة إلى إحساسه وشعوره..." ويقول في موضع آخر من الكتاب " أن البدوي ينهب من شعر الشعراء الذين عاصروه والذين تقدموا عليه (...) إنه ينهب البيت كله أحياناً بألفاظه وكلماته(...) وينهب نصف البيت أحياناً أخرى...".
ومن هذه القصائد، قصيدة (ثكل الأمومة)، وفيها يقول: أبا جميلٍ سلام الله ات كتبٌ، إليك تحمل أشواقي ولا برد/ ونضع بجانبه قول شوقي في قصيدته (رثاء ثروت باشا): (أبا عزيز) سلام الله لا رسل، إليك تحمل تسليمي ولا برد/
أما عن شعره في المستعمر الفرنسي يذكر معركة (رأس البير) وكيف انتصر فيها قائد الثورة الشيخ صالح العلي فيقول: ويوم(برأس البير) غيَب شمسه، عجاج الوغى مشبوبة لا الدياجر/ مشى فيه (مفران) الشجاع بجحفلٍ، تظلله فيه السيوف البواتر. وفي نهاية الكتاب يطلب الدكتور "عضيمة" عن القراء "أن يتفقَدوا دقة الخبار ويميزوا بين صحيحها وعليلها، إلى الوثائق التي اثبتناها في أمكنتها من هذا الكتاب (...) أقول يكفي أن ينظروا نظرة فاحصة متأنية ليثبتوا من سلامة كلامنا...". إقرأ المزيد