تاريخ النشر: 29/06/2010
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع، مكتبة السائح
نبذة نيل وفرات:يعتبر الدكتور "صالح عظيمة" أن المصطلح القرآني يؤلف موضوعاً قائماً بنفسه، وفي أحيان كثيرة يكون باباً ينفتح على موضوعات عدة. فنحن مثلاً عندما نلاحظ: الغيب، الشهادة، الاسم، العزة، الروح، النفس... إلى آخر ما هنالك من مصطلحات في آيات الذكر الحكيم، فإننا لا نستطيع أن نرى أنفسنا أمام ألفاظٍ عادية، ...تكفي لإيضاحها عبارة أو عبارتان أو صفحة أو صفحتان، وإنما نحن "أمام سلسلةٍ من الموضوعات، لا تترك مسألة من مسائل الحياةٍ ولا ما قبل الحياة ولا ما بعدها، إلا وتبحثها، وتجوب أبعادها، ثم تضع لها تعريفاً وهدية وجملة في المعاني وتفصيلاً من الأفكار". وهذا يعني أن القرآن الكريم يشتمل على كل شيء، ويحيط بكل شيء. ولكن الكاتب في هذه الدراسة يريد أن يقول للقارئ أن القرآن الكريم يضع من يطيل النظر فيه ومن يصحبه طويلاً في حالةٍ من التوفز الدائم إلى التطلع والإطلاع وإلى البحث والاهتمام ليصل إلى فهم للكون وأسراره وألغازه، فضلاً عن أن القرآن الكريم يقود الإنسان إلى أن يكتشف نفسه ويعرف ماهيته، ويطلع على ما فيه من طاقات خلاقة ومن قيم مبدعة استطاع من خلالها أن يخلق حضارة ممتدة الجذور في التاريخ. ومن جانب آخر يؤكد الكاتب أن المقصود بالمصطلح القرآني هذه الألفاظ من أمثال: الحكمة والظاهر والباطن والغيب والشهادة والعلم والعقل والنفس، وغيرها من الألفاظ المكتظة بدلالاتها الغنية بإيحاءاتها. وكل ألفاظ القرآن غنية، وكلها موحية، ويجد الناظر في هذه المصطلحات، أن الدلالة اللغوية لا تكفي وحدها، ولا المدلول الأدبي أو البلاغي يقوم بالمسؤولية أو يؤدي الفرق، وحتى في أكثر الأحيان، يكاد المعنى الفقهي والديني يتعب في جمل أعباء الذخائر المدفونو في هذه الألفاظ. لكأن هنالك أموراً أخرى تومئ إليها الألفاظ، فتخطف إليها البصائر، وتجتذب العقول والألباب. وهذه واحدة من عجائب القرآن وغرائبه وفي هذه المكامن تنافست المواهب وتشعبت الأقوال.
تأتي أهمية هذا الكتاب من كونه يعتمد على مصطلحات القرآن الكريم مادة للتحليل والتمحيص في الحقائق الكونية وعلاقة الإنسان بها، وهي مصطلحات كثر سلط الكاتب الأضواء عليها نذكر منها: الإبتلاء، الإخلاص، الإسراء، الإعتزال، الإمام، الأمل، الإنسان، الآية، البرزخ، التجلي، التسبيح، التطير، التفكر، التقوى، التمثل، التوبة، التوكل،... إلى آخر ذلك من مصطلحات.
ومن نفحات هذا الكتاب نقتبس ما ورد عن العلامة الراغب الاصفهاني في كتابه "تفضيل النشأتين وتحصيل السعادتين" عن أمير المؤمنين علي عليه السلام قوله: " الدنيا دار ممر لا دار مقر فاعتبروها ولا تعمروها، وقد خلقتم للأبد، ولكنكم تنقلون من دار إلى دار حتى يستقر بكم القرار". وفي فصل آخر من الكتاب المذكور، يعاود الكلام عن الموت، وكأنه يشرح هذا القول "إن الموت المتعارف، الذي هو مفارقة الروح للبدن، هو أحد الأسباب الموصلة للإنسان إلى النعيم الأبدي، وهو انتقال من دار إلى دار، فهو وإن كان في الظاهر فناء وإضمحلالاً، فهو في الحقيقة ولادة ثانية...".
كتاب ممتع ومفيد في آن يأخذك إلى عالم آخر تسبح فيه بعقلك في ملكوت السموات والأرض. إقرأ المزيد