تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب يشرح فلسفة "إبن برجان الأندلسي": "عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن اللخمي، المغربي، الأفريقي، ثم الأندلسي، الأشبيلي المعروف بإبن برجان وهو مفسّر صوفي مقرىء، محدّث، متكلم، مشارك في الهندسة وفي الحساب، توفي مسموماً ومغرباً عن وطنه بمراكش سنة (536ه).
كان "إبن برجان ...الأندلسي" أحد الفلاسفة الذين خلطوا الفلسفة بالتصوف واتهم بالزندقة في عصره كون فلسفته إشراقية حتى أنه لقي حتفه في السجن ومات مسموماً، وتأثر إبن برجان بالصوفي الأكبر "إبن العريف" صاحب مدرسة المرية، وكان شديد الإعجاب بالغزالي، وفي ذلك العصر كان النزاع على أشده بين الصوفية والفقهاء في الأندلس بالذات بسبب التفلسف الذي أخذ به المتصوفة أنفسهم في هذه البلاد. وفي هذه الأثناء نادى "إبن برجان" بإحياء الإمامة فاعترفت به القرى إماماً عليها وسمي بغزالي الأندلس.
تنبع أهمية دراسة "إبن برجان" من كونه قدم تفسيراً صوفياً للقرآن وذهب في تأويل آياته على الطريقة الباطنية، كما أن له شرحاً لأسماء الله الحسنى. وكلامه فيهما يخرجه من دائرة الإسلام، مثله مثل "إبن العريف" و "الميورقي" و "إبن مسرة" ، وهؤلاء هم أصحاب الدعوة الباطنية في الأندلس.
وفي هذا الكتاب تفسير وشرح مستفيض على الطريقة الباطنية لأسماء الله الحسنى، وكذلك تفسيراً لآيات من القرآن الكريم ... وفيما يلي مقتبسات مما كتب إبن برجان "أما بعد إيها الولي الحبيب والأخ المصافي القريب فإنك سألتني كتب الله [لنا] ولك رضوانه وأوسعك وإياك رحمته وغفرانه أن أشرح لك معاني قول رسول الله (ص) المشهور في حديثه المأثور أن لله تسعة وتسعين إسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة" وهل هذه الأسماء المذكورة معنية معروفة أم لا فإن كانت معنية فهل الواجب الإقتصار عليها دون غيرها من الأسماء وإن كانت معلومة فأي الأسماء هي وإن لم تكن معنية فهل يجوز لنا أن نستخرجها من كتاب الله عز وجل وذكر الحديث رسوله (ص) إذ قد وقع الإتفاق من السلف رضي الله عنهم على أنه لا يجوز لعباده أن يسموه إلا بما سمي به نفسه أو سماه به رسوله (ص) أو أجمع عليه المسلمون ..؟".
إن ما يميز "إبن برجان" هو تفسيره القرآن بالقرآن واعتماده الحديث النبوي وأقوال الصحابة والتابعين، وقد وظف إبن برجان ثلاثة علوم لتفسير النص: علم التفسير وعلم الحديث وعلم الأصول ويمكن أن نضيف إلى ذلك علم الفقه. ويعتبر إبن برجان أن كلام الله عز وجل لا يدركه بالكيف البشر، وإنما يدرك أمره ونهيه بالمثالات والأمثال والأسماء والحروف وبها يستدل على أمر ونهيه. إقرأ المزيد