الوسطية والاعتدال في المنهج الدعوي عند الشيخ محمد الغزالي
(0)    
المرتبة: 118,341
تاريخ النشر: 10/06/2010
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:يقول العلامة الدكتور يوسف القرضاوي: " وظللت أتابع الشيخ وهو يخوض معركة بالغة الخطر، كان هو فارسها المقدم، ورائدها الأول ". وهو ما أشار إليه أيضاً المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة بقوله: " لقد أدركت – وأنا الذي سبق ودرست الآثار الفكرية لأكثر من ثلاثين من أعلام الفكر الإسلامي، ...وكتبت عنهم الكتب والدراسات – أدركت أنني حيال الشيخ الغزالي لست بإزاء مجرد داعية متميز، أو عالم من جيل الأساتذة العظام، أو مؤلف غزير الإنتاج، أو مفكر متعدد الإهتمامات ، أو واحد من العاملين على تجديد فكر الإسلام لتتجدد به حياة المسلمين. أدركت أنني بإزاء جميع ذلك وأكثر منه وأهم ". من هنا تبرز أهمية هذا الموضوع، لأنها تتعلق بأحد أقطاب التجديد الإسلامي ورائد الدعوة إلى الله على بصيرة، يقول الشيخ القرضاوي: " ولا يرتاب راصد لحركة الإسلام ومسار أمته، على رأس القرن الرابع عشر الهجري، أن الشيخ الغزالي أحد أعمدة التجديد الإسلامي الرئيسية في هذا العصر سواء نظرنا إليه من خلال جهوده الذاتية في الفكر والدعوة والتوعية والتربية، أم من خلال عمله في الحركة التجديدية الكبرى، حركة الإخوان المسلمين التي يعد هو أحد أركانها الراسخة، وألسنتها الصادقة... ". ولما لهذا الموضوع من أهمية بالغة كما أسلفنا، خاصة في هذا العصر الذي كثرت فيه الفضائيات التي تطلع علينا بعدد غير قليل ممن يسمونهم بالدعاة، وبعضهم أبعد ما يكون عن هذا اللقب الذي يسعون إلى تحقيقه عن طريق هذه الأبواق الدعائية، حتى صار ما يعرف بالنجومية من الدعاة، فراح بعضهم يحقق هذا الغرض، غافلاً عن المهمة الحقيقية للداعية، وهي تحقيق مرضاة الله فيما أمر به من تبليغ دينه، إضافة إلى إسعاد البشرية بهذه الرحمة المهداة للعالمين. وعليه إرتأى نور الدين بن رابح أن يقدم هذا البحث ليكون أنموذجاً يحتذى به في ميادين الدعوة إلى الله، لأن الشيخ الغزالي رسم منهجاً متوازناً في هذا الطريق أسوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد إعتمد في هذه الدراسة المنهج الإستردادي، أو ما يسمى بالمنهج التاريخي، وهو المنهج المستخدم عادة في العلوم التاريخية والأخلاقية والشرعية والأدبية بل الإنسانية بصفة عامة، لأن الوصول إلى نتيجة يعتمد أساساً على معلومات الآخرين السابقة نستفيد منها ونضيف إليها، وقد إعتمد في الغالب على معلومات الباحثين، وخصوصاً أن البحث متعلق بأحد أقطاب الدعوة والفكر، حيث كان المؤلف ناقلاً أكثر من أي شيء لبلوغ النتيجة المرجوة. من أجل هذا راح يكتب بقلم الإمامين – الغزالي والقرضاوي، في هذه الدراسة التي قسمت خطواتها إلى مقدمة وأربعة مباحث مع خاتمة. حيث عرضت المقدمة إلى مكان الشيخ الغزالي ورسوخه في الجانب الفكري والدعوي مع الخطة التي تم السير عليها في البحث. تم التطرق فيه إلى مفاهيم حول وحدات عنوان البحث، من مفهوم للوسطية والإعتدال، وتعريف للمنهج الدعوي وتوسع قليلاً في التعريف بالشيخ محمد الغزالي، لما له من أهمية تخدم موضوع البحث، فتطرق إلى حياته، مولده ونشأته، مع مراحل تعلمه، والمهلات التي تحصل عليها، إلى جانب الوظائف التي أسندت إليه، ثم وفاته. ولكي تتبلور الفكرة جيداً عن شخصية الشيخ نقلت شهادة حية لأحد العلماء البارزين في مجال الدعوة الإسلامية العلامة يوسف القرضاوي، ووضعت تحت عنوان ( كلمة الشيخ القرضاوي فيه )، بالإضافة إلى التعريج على موافقة بوصفه رجل دعوة في أثناء التعريف به، لما تضفيه من إبراز صورة واضحة عن هذا الداعية الملهم الفذ. ثم إنتقل إلى مبحث ثان، وضع تحت عنوان: منهج الدعوة ووسائلها ومميزات الداعية، وهو صلب موضع البحث، أين برزت أو تجلت الوسطية والإعتدال في أبهى صورها. ثم تلي بمبحث ثالث تعرض إلى نظرة الشيخ الغزالي التكاملية الشاملة للإسلام وشريعته التي إستمدها من ثقافته الغزيرة والمتنوعة بجميع العلوم، سواء كانت كونية دنيوية أم دينية آخروية، مما ألهمه هذا الفيض الزخم من أساليب الدعوة المتعددة والمتنورة، إضافة إلى التطرق إلى نظرته للحق ومواقفه فيه، وتميزه في النقد اللاذع البناء، مع بعض الشواهد لذلك. وأتمت هذه الدراسة بمبحث رابع عرض فيه رؤيته المتوازنة لبعض أبرز القضايا الفهية المعاصرة، التي خاض فيها أغلب الفقهاء والمفكرين من المسلمين، ومن غير المسلمين، بين مثبت وناقد أو رافض لها. وفي الأخير، وضعت خاتمة جمع فيها أهم المحطات والنقاط التي تم التطرق إليها، مع ما تم التوصل إليه من نتائج حول أهمية هذا المنهج الذي سلكه الشيخ الغزالي في طريق الدعوة إلى الله. إقرأ المزيد